تمثال غريب لترامب مصنوع من عملة بيتكوين يظهر في واشنطن العاصمة

وصل العمل الفني الذي كانت واشنطن تنتظره بلا شك: تمثال لرئيس الولايات المتحدة دونالد بتكوين وهو يرفع عملة رقمية — تمثال ذهبي يثير الانتباه.

العمل يبلغ ارتفاعه نحو 12 قدماً ومنشؤه غامض إلى حد كبير؛ ظهر فجأة وبشكل غامض أمام مبنى الكابيتول، ومن زوايا معينة تبدو هذه النسخة المشرقة والذهبية من ترامب وكأنها تتناغم بصرياً مع نصب واشنطن في الخلفية.

وفق تقرير محطة ABC المحلية في واشنطن، يقف وراء التمثال مجموعة من مستثمري العملات المشفّرة. وقال باسم المجموعة، هشام زغدودي، إن «التركيبة تهدف إلى إشعال نقاش حول مستقبل العملة الصادرة عن الحكومة، وترمز إلى تلاقي السياسة المعاصرة والابتكار المالي».

دعونا نناقش هذه «التركيبة»—التي هي في جوهرها مجرد تمثال. ما يثير اهتمامي شخصياً هو اختفاء التجاعيد عن وجه التمثال، وحدّة قصّة البدلة التي تبدو مبالغاً فيها، والنتوءات الغريبة في تسريحة الشعر، وقصر ذراعيه إلى حد غير طبيعي. قد تكون كل هذه اللمسات مقصودة إذا كان الفنانون يسخرون من نوع من الكيتش الأمريكي على طريقة جيف كونز.

أما إن كان الهدف من العمل تضخيم سمعة ترامب، فالنهاية لا تقنع؛ فالتمثال فعلياً يمحو كل شائبه كما لو أنه خضع لعملية «أيربرش»، وربما هذا هو المقصود بالضبط.

النقاد يشيرون إلى أن علاقة ترامب نفسها بالعملات المشفّرة مثقلة بالمشاكل. في أغسطس كشفت شركة World Liberty Financial، التي أطلقها أفراد من عائلة الرئيس، عن خطط لبيع أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار. أدى الإطلاق في سبتمبر إلى نتائج متواضعة نسبياً، وأثار ذلك تساؤلات حول مقدار الأرباح التي قد تجنيها العائلة، وهي مخاوف باتت تُطرح منذ شهور. وعلى أي حال، تمسكت عائلة ترامب بقيمة العملات المشفّرة؛ فقد صرّح إريك ترامب مؤخراً بأن العملات المشفّرة «يمكن أن تنقذ الدولار الأمريكي»، في حين ذهب بعض الخبراء إلى القول بعكس ذلك تماماً.

يقرأ  ديفيد دياو يختطف تاريخ الحداثة ليجعله أكثر شمولاً

عاد الحديث إلى التمثال نفسه: ظهر في واشنطن تزامناً مع قرار خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة الأساسي هذا الأسبوع. وقال زغدودي إن الأمل من وراء القطعة هو فتح «فضاء للتفكير في النفوذ المتزايد للعملات المشفّرة». المُلاحظ، من جهة ناقد هذا العمل، أن الاهتمام الأكبر هنا موجّه إلى النسب الغريبة للتمثال بدل الرسالة المعلنة.

للمشاهدين مادة إضافية للتأمل: هذا ليس أول تمثال ذهبي يصل إلى واشنطن خلال الولاية الثانية لترامبب؛ إلا أن الأعمال السابقة بدت أقل تبجيلاً للرئيس. أحدها عرض إبهاماً وكأنه يسحق رأس تمثال الحرية، وآخر هو تلفاز مطلي بالذهب مزين بنسر، في مشاهد تعبّر عن نقد اجتماعي وسياسي أكثر صراحة.

أضف تعليق