أدارت تركة جامع الأعمال الفنية الكبرى وبارون الكازينوهات إيلين وين — التي تُوفيت في أبريل الماضي — مستقبل مجموعتها الفنية الشهيرة، إذ تقرّر إقامة مزادات لعدة أعمال في نوفيمبر المقبل، فيما ستهدي لوحة واحدة إلى متحف العام القادم.
برزت إيلين وين مرارًا في قائمة ARTnews السنوية لأكبر 200 جامع أعمال فنية، سواء بمفردها أو إلى جانب زوجها السابق ستيف وين. اشتهرت بمجموعتها الراقية التي ضمت أسماء بارزة منذ القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث، من بابلو بيكاسو وإدوار مانيه إلى جوان ميتشل ولوسيان فرويد وفنسيس بيكون.
مقالات ذات صلة
قالت جيليان وين، إحدى ابنتيها، في بيان: «كانت والدتنا تحتفي بكل قطعة جمعتها. كانت تشعر بأنها محظوظة لأنها تعيش مع كل منها، لكنها كانت دائمًا تدرك أنها مجرد وصي مؤقت. الفن الجيد يحركنا ويثيرنا ومهمته أن يستمر في فعل ذلك للآخرين».
سيهدي متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA)، حيث شغلت وين منصب نائبة رئيس مجلس الإدارة من 2015 حتى وفاتها، لوحة فرانكيس بيكون “دراسات ثلاثية للوسيان فرويد” (1969)، التي دفعت وين مقابلها 142.2 مليون دولار في مزاد دار كريستيز عام 2013. في حينه حطمت اللوحة رقمًا قياسيًا كأغلى عمل فني يباع في مزاد.
تعد هذه أول عمل لبيكون يدخل مجموعة LACMA، وستعرض ضمن افتتاح مبنى لACMA الجديد المرتقب المسمى “صالات ديفيد جيفن” عند افتتاحة العام القادم. وقد تبرعت وين سابقًا بـ50 مليون دولار لحملة تمويل بناء المبنى الذي صممه بيتر زومتور.
قال مدير LACMA مايكل جوفان في بيان: «كانت إيلين من أكثر القادة كرماً ودعماً في تاريخ LACMA. كانت أكبر مؤيدي المؤسسة، وشغفها بالمساواة في فرص الاطلاع على الفن لا يقل عن شغفها بالأعمال نفسها. وبفضل كرمها الاستثنائي ستنضم تحفة بيكون إلى LACMA وإلى الجمهور».
أعلنت دار كريستيز أيضًا أنها ستطرح 20 عملاً من مجموعة وين ضمن سلسلة مزادات بعنوان “إيلين: مجموعة إيلين وين”، موزعة على ثلاث جلسات خلال مزادات الخريف البارزة في نيويورك. تسع قطع ستعرض في مزاد الأمسية للقرن العشرين، وقطعتان في مزاد الأمسية للفن المعاصر للقرن الحادي والعشرين، وتسع في مزاد اليوم للفن ما بعد الحرب والمعاصر. ومن المتوقع أن تحقق المجموعات ما لا يقل عن 75 مليون دولار.
ومن بين الأعمال البارزة التي تزيّنت بها مساكن وين في لاس فيغاس ولوس أنجلوس ونيويورك، لوحة ريتشارد ديبينكورن “أوشن بارك رقم 40” (1971) ولوحة لوسيان فرويد “الرسام المفاجَأ بمنظر معجب عارٍ” (2004–2005)، وكلا العملين يُتوقع أن يُباعا بمبلغ يتراوح بين 15 و25 مليون دولار.
كما ستطرح كريستيز لوحة جوان ميتشل “عباد الشمس V” (1969) بتقدير يتراوح بين 12 و18 مليون دولار، ولوحة J.M.W. Turner بعنوان “إيرنبرايتشتاين، أو الحجر المضيء للشرف وقبر مارسو” من “تشايلد هارولد” لبايرون (12–18 مليونًا)، ولوحة فرنان ليجيه 1921 “الهمسات (المرأتان مع الباقة)” (6–8 ملايين)، ولوحة وين ثييبود 2000 “امتداد النهر” (3–5 ملايين). ويُعد عمل تيرنر أقدم قطعة في المزاد، إذ عُرض لأول مرة في الأكاديمية الملكية بلندن عام 1835.
قال ماكس كارتر، نائب رئيس قسم فنّ القرن العشرين والواحد والعشرين في كريستيز، في بيان: «كان جمع إيلين وين مدفوعًا بالفضول نفسه والشغف والأسلوب الذي ميّز إرثها العميق في الأعمال التجارية والعمل الخيري. امتدت اهتماماتها لأكثر من 150 عامًا، من تحفة تيرنر الشعرية “إيرنبرايتشتاين” إلى ذروة صور فرويد الذاتية؛ من منظر سورا الباريسي البديع إلى ربما أجمل أعمال ديبينكورن “أوشن بارك رقم 40″؛ ومن عبقرية جوان ميتشل “عباد الشمس V” إلى أعمال أولغا دي أمارال. السيدة وين كانت فريدة من نوعها، ونحن فخورون جدًا بالعمل مع عائلتها والاحتفاء بمجموعتها ومثالها هذا الخريف في كريستيز».
تأتي هذه المجموعة كثاني وأبرز مجموعة تم الإعلان عن طرحها للبيع هذا الخريف في نيويورك في ظل سوق فني دولي متذبذب. فقد أعلنت كريستيز قبل نحو أسبوع أنها أمّنت أيضًا مجموعة روبرت ف. وايس وباتريشيا ج. روس وايس، التي تضم 80 قطعة وتقدّر قيمتها بنحو 180 مليون دولار. وبخلاف وين، كان وايس، رئيس مجلس إدارة سابق لسلسلة متاجر وايس ماركتس، أكثر تحفظًا بشأن جمعه للأعمال؛ فمعظم القطع المعروضة نادرًا ما أُعيرت للمؤسسات المتحفية.
أفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن عدة أعمال من مجموعة وين ستُعرض بأسعار أدنى من المبالغ التي دفعتها السيدة وين للحصول عليها. فقد اشترت تيرنر بمبلغ 23.9 مليون دولار في 2017، ودفعت 27.3 مليونًا مقابل عمل ديبينكورن عندما اشترته من مزاد المالك الواحد لآن ماريون في سوذبيز عام 2021. كما سيُعرض عمل لأدريان جنيه من 2010 كان اشترته وين بمبلغ 6.3 مليون دولار في 2018، ويحمل الآن تقديرًا أدنى يبلغ 2.5 مليون. ومن ناحية أخرى، اقتنت وين لوحة ميتشل في 2005 مقابل 1.5 مليون دولار، وتقديرها الأدنى الآن أعلى بثماني مرات ذلك المبلغ.
أضافت كيفن وين، ابنة إيلين، في بيان: «عاشت والدتنا حياة مفعمة بالشغف والقناعات والوقار. كانت معاييرها لا تقبل المساومة، ونحن على ثقة تامة بأن دار كريستيز ستحافظ على رؤيتها وإرثها».