سيلفان أميك، مؤرخ فني تولى إدارة متحف أورساي الباريسي العام الماضي، تُوُفي يوم الأحد في جنوب فرنسا عن عمر يناهز 58 عاماً. وأفادت ريما عبد الملك، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، لصحيفة نيويورك تايمز بأن سبب الوفاة فشل قلبي.
أثار رحيله صدمة واسعة داخل فرنسا وخارجها؛ فقد تولى منصبه على رأس أحد أكثر متاحف باريس انشغالاً قبل ستة عشر شهراً فقط.
لورانس دي كار، رئيسة ومديرة متحف اللوفر السابقة ورئيسة متحف أورساي السابقة، أشادت به واصفة إياه بأنه “داعٍ لثقافة إبداعية ومنفتحة” في بيان نُشر على وسائل التواصل، فيما كتب إيمانويل ماكرون على منصة إكس أن أميك “كان يدرك القوة الجامعة والمحررة لثقافتنا، بين التراث والإبداع”.
ولد أميك في داكار السنغالية عام 1967 لوالدين فرنسيين، وتولى إدارة مدرسة في بانجول، غامبيا، قبل أن يبدأ مسيرته كقيّم في أواخر التسعينيات. بين عامي 2000 و2011 عمل في متحف فابر في مونبيلييه، المعروف بمجموعته من الفن الفرنسي للقرنين التاسع عشر والعشرين. ثم انتقل إلى مدينة روون حيث جمع بين أحد عشر متحفاً أسماها «متاحف روون» وأدارها بشكل متكامل، كما عمل لاحقاً مستشاراً في سياسات المتاحف والثقافة المحلية.
اعتباراً من عام 2022 بدأ يعمل مستشاراً لريما عبد الملك أثناء توليها حقيبة الثقافة حتى عام 2024.
توفي أميك بينما كان متحف أورساي يتهيأ لافتتاح مركز أبحاث، وكان يقود أيضاً مخططات لإعادة عرض المجموعة الدائمة، وقد قاد مؤخراً تنظيم معرض متنقل لروائع من مقتنيات المتحف.
عند زيارة هذا المعرض لمتحف بودونغ للفنون في شنغهاي هذا الصيف، وصف أميك المعرض بأنه نموذج لهدفه في إبقاء الماضي حياً — وإظهار أنه لا يضطّر أن يبقى جامداً أو متكلساً.
وفي مقابلة مبكرة هذا العام مع موقع Souquee قال: «مع أن أجدادنا بذلوا جهداً عظيماً للحفاظ على الفن، ما زال علينا أن نسأل أنفسنا: هل يبقى هذا المفهوم ذا صلة اليوم؟ لذلك، طريقتنا في العمل هي جعل المتحف قريباً من المعاصرة قدر الإمكان — عبر الاستجابة لمشكلات اليوم، وإظهار كيف تظل المجموعة وتاريخ الفن وتاريخ تلك الحقبة مصادر مهمة لنا لفهم العالم واستلهام ما نحتاجه».