تُذكر أغنيس غوند في أوساط عالم الفن «أسطورة وأيقونة»

آغنِس غوند، جامِعةُ فنونٍ فاضِلة وراعية بارِزة لمتحف الفن الحديث في نيويورك، تُوفيت يوم الخميس في مانهاتن عن عمر يناهز سبعٍ وثمانين سنة. نُشر خبر وفاتها يوم الجمعة، من دون الإشارة إلى سبب الوفاة.

ردَّ الفنانون والعاملون في الحقل الثقافي فور الإعلان عن رحيلها، متغنّين بإرثها. كتبَت روكسانا ماركوچي، رئيسة قسم التصوير الفوتوغرافي في موما: «قلبي انكسر. ارقدي بسلام يا آجي. لم يُصنَع قَبلكِ قالبٌ يشبهكِ». نُشِرَت العبارة مصحوبةً بصورة لغوند في افتتاح معرض «لاتويا روبي فرازيير: نُصُب التضامن» إلى جانب فرازيير والكاتبة المسرحية لين نوتاج وزعيمة العمل والنشاط النسوي دولوريس هويرتا.

مقالات ذات صلة

كتبت آن باسترناك، مديرة متحف بروكلين، قائلةً: «ارقدي في القوة يا آجي— لقد منحتِنا عالماً أكثر عدلاً وجمالاً وإنسانيةً إلى ما لا نهاية».

في عالم الفن، كانت غوند قوةً لا تكلُّ. تولّت قيادة توسعةٍ واسعةٍ لمتحف الفن الحديث في تسعينيات القرن الماضي، فحوّلت المتحف —وبالتالي مدينة نيويورك— إلى مركزٍ عالمي للفن المعاصر. جمعت أعمالاً لفنانينٍ باتوا من أركان القانون الفنّي مثل مارك روثكو، جاسبر جونز وبرايس ماردن، ولم تتردَّد في التخلي عن قطعٍ ثمينة لصالح قضايا إنسانية: ففي 2017 باعَت لوحة «تحفة» لروي ليختنشتاين (1962) واستثمرت مئة مليون دولار من العائدات في إنشاء «صندوق الفن من أجل العدالة»، وهو مبادرة منحٍ تهدف إلى الإصلاح في نظام العدالة الجنائية.

قال ديفيد وينر، الرئيس المؤقت لمنظمة «ستوديو إن ذا سكول» غير الربحية في مجال التعليم الفني، إن غوند لم تُفصل بين جمعها للأعمال وعطاءها الخيري وسياساتها: لقد أسَّست المنظمة عام 1977 ولا تزال تُقدّم دروساً فنية للأطفال. واستذكر وينر كيف قرأت غوند في إحدى الصباحات صفحات صحيفةٍ مفتوحةً بصدمةٍ من خطط نيويورك لقطع حصص الفن نتيجةً لأزمةٍ مالية، فتساءلت: «كيف يُحرم الأطفال من الفن؟» فخطت مبادرتها.

يقرأ  اللاوعي النسوي الأسود في سينما أوفوما إيسي

عُرفت غوند أيضاً بصداقتها الوثيقة مع الفنانين الذين أيَّدتهم. كتب غلين ليغون تحت صورة جمعته بها: «أبدو وكأنني جزء من فريق حماية آجي في هذه الصورة، لكنها كانت من الأشخاص النادرين في عالم الفن الذين كنت ستفعل لأيِّهم أي شيء—حتى أن تكون حارساً شخصياً— لأنها كانت ستفعل أي شيء من أجلك». علّق على المنشور المخرج والفنان التركيبي إيزاك جولين: «خسارة عظيمة، تبدون معاً جميلين جداً! كانت تعني الكثير لك ولنا جميعاً. لِيَسكن روحها السلام والقوة الأبدية».

في منشورٍ خاص، وصفت لورنا سيمبسون غوند بأنها «شخصيةٌ مدهشة تمسكت بثبات بمبادئ فنٍ متنوِّعٍ على نطاقٍ واسع وبعالمٍ متنوع، ولعقود كانت مناصرةً لمجتمعٍ عادل؛ استثنائية ومحبوبة». كما عبّر محترفو المتاحف خارج نيويورك عن تعازيهم؛ فقالت حور القاسمي، رئيسة ومديرة مؤسسة الشارقة للفنون: «لقد كنت محظوظةً للغاية لقضاء وقتٍ مع آغنِس غوند خلال عملي في موما بي إس١. أسطورةٌ وأيقونة، كان إيمانها ودعمها للفنون والعدالة الاجتماعية على مدى حياتها ذا أثرٍ حاسم في حياة ومسارات الكثيرين».

أضف تعليق