جامعة سيراكيوز تُطلق أول برنامجٍ لمقدِّمي البودكاست والمؤثِّرين

أعلنت جامعه سيراكيوز في شمال ولاية نيويورك مطلع هذا الأسبوع عن إنشاء مركز جديد مخصّص لاقتصاد المبدعين، وهو أول مركز أكاديمي من نوعه داخل حرم جامعي يركّز بالذات على الواقع الاقتصادي الذي يقوده صانعو المحتوى الرقمي اليوم.

يستلهم المركز نشاطه من فئات جديدة من المبدعين ظهرت خلال السنوات الأخيرة — من مقدمي البودكاست والمذيعين المباشرين إلى المؤثرين والفنّانين الرقميين — والذين أعادوا تشكيل أساليب تسويق المنتجات والخدمات وتحقيق الإيرادات واستهلاكها، خصوصاً عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتتوقع تقديرات صادرة عن غولدمان ساكس أن يرتفع حجم اقتصاد المبدعين إلى نحو 500 مليار دولار بحلول عام 2027، مع استمرار نمو المجتمع العالمي لصانعي المحتوى بمعدلات سنوية مركبة تتراوح بين 10 و20 في المئة.

مقالات ذات صلة

قال مايك هايني، نائب المستشار للمبادرات الاستراتيجية والابتكار والعميد التنفيذي لكلية ويتمن، في بيان إن «اقتصاد المبدعين يمثل أحد أبرز التحولات الثقافية والتجارية في عصرنا». وأضاف أن «إطلاق هذا المركز الطموح يمنح سيراكيوز فرصة القيادة بدلاً من المتابعة، عبر إعداد طلاب قادرين على الازدهار عند تقاطع الإبداع والتجارة والابتكار الرقمي. طلاب اليوم أكثر ميلاً لريادة الأعمال من أي وقت مضى، يسعون لبناء علامات شخصية تولّد دخلاً وتمكّنهم من أن يصبحوا رؤساء أنفسهم ويحددوا أوقات عملهم ويشكّلوا آفاقهم المهنية.»

تعتزم الجامعه تقديم مقررات دراسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا في مجالات إنتاج المحتوى الإبداعي، وبناء الجمهور، والاستراتيجيات الرقمية، إلى جانب فرص تدريب وتطوير مهنية موجهة للطلاب والمهنيين على حد سواء.

وفق تقرير لمركز بيو للأبحاث، حقق 42 بالمئة من المراهقين الأمريكيين دخلاً عبر قنوات رقمية في عام 2024. ومع كثرة المراهقين الذين يجنون بالفعل عوائد من هذه المنصات، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت برامج سيراكيوز ستشكل استثماراً مفيداً لهؤلاء الطلاب الطامحين أم أنها ستلائم بالأساس من لم يستغلوا الفرصة بعد — وربما تنطبق الحالتان أو لا تنطبق أيّ منهما.

يقرأ  السيناتور تيد كروز: لجنة الاتصالات تصرفت كـ«مافيوزي» أثناء ظهوره على برنامج جيمي كيميل

رغم أن عدداً قليلاً من المؤسسات الرفيعة المستوى يتناول دراسات مرتبطة باقتصاد المبدعين — فمثلاً تستضيف كلية كولومبيا للأعمال مؤتمرات وتدعم أبحاثاً في هذا المجال، وتُجري هيئة تدريس بجامعة ولاية بنسلفانيا بحوثاً متصلة — فإن سيراكيوز تعد الأولى التي تطلق برنامجاً مكرّساً لهذا الغرض بشكل مستقل.

يأتي هذا التحوّل في عرض المقررات بعد قرار الجامعة بتجميد القبول في 20 تخصصاً جامعيّاً، من بينها الفنون الجميلة والإنسانيات الرقمية، وهو قرار قوبل بردود فعل متباينة داخل المجتمع الجامعي. وقالت لويس أغنيو، نائبة المستشار والمستشارة الأكاديمية، إن «مراجعة البرامج تأتي في لحظة حرجة»، مشيرة إلى أن الجامعة تبقى «مستقرة مالياً»، لكنها أعربت عن مخاوف بشأن استمراريتها «إذا واصلنا السير دون تغيير».

أضف تعليق