قد يكون الجفاف الذي استمر ثلاثة عشر عاماً عاملًا أكثر تأثيرًا في سقوط حضارة المايا القديمة مما كان يُعتقد سابقًا.
كجزء من دراسة جديدة نُشرت في مجلة ساينس أدفانسز، حلّل فريق من الباحثين نسب نظائر الأكسجين في عمود نزفي داخل مغارة غرُتاس تزابناه في يوكاتان بالمكسيك، لاستخلاص بيانات مناخية تغطي الفترة بين سنة 871 و1021 ميلادية.
دانيال إتش. جيمس، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الجامعة بلندن، وزملاؤه درسوا فترات جفاف حادة حدثت في مواسم الأمطار والجفاف معًا وتزامنت مع انحدار المايا. وحدد الفريق عدة فترات جافة، كان أطولها مستمرًا لمدة 13 عاماً بين 929 و942، وفترات أخرى امتدت حتى ثلاث سنوات. استنادًا إلى هذه التحليلات، يرى الباحثون أن الضغوط المناخية طويلة الأمد قد تكون ذات أثر أعمق مما كان يُظن سابقًا، وأنها ربما أدت إلى انهيار تدريجي للأنظمة الاجتماعية والاقتصادية.
مقالات ذات صلة
«هناك أدلة أثرية واسعة النطاق على وجود وسائل لتخزين المياه وإدارتها في مواقع المايا خلال الفترة الكلاسيكية المتأخرة»، قال جيمس لصحيفة Art Newspaper. «كان السكان مستعدين ومتأقلمين للتعامل مع الجفاف إلى حدّ ما، لكن هذه الأساليب كان لها حدود. يمكن أن يؤدي الضغط المجتمعي (مثل المجاعة المترتبة على الجفاف) إلى دوامة خطرة تتفاقم فيها المخاطر بحيث تنهار الروابط الاجتماعية والنظام العام بعد فشل وسائل التخفيف المألوفة. المدن المركزية مثل تشيتشن إيتزا ربما نجت لفترة أطول بفضل الدعم المتزايد من شبكاتها التجارية الواسعة.»
أسباب تراجع حضارة المايا بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين طويلة محل نقاش بين الخبراء، وتشمل عوامل محتملة تغيّر طرق التجارة، والحروب، واضطرابًا داخليًا، والأمراض، والجفاف الشديد. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن المايا غادروا مستوطناتهم التقليدية وانتقلوا نحو الشمال، ما فاقم الضغوط والاضطرابات على سكان كانوا بالفعل في وضع هش.
في السنوات الأخيرة عُثر على عدة اكتشافات جديدة تتعلق بالمايا، منها مجمّع مايا عمره نحو 3000 سنة في غواتيمالا، وقبر يعود لحاكم مؤسس في كاراكول ببيليز عمره نحو 1600 عام.