جفاف قاسٍ في العراق يكشف عن قبور تعود إلى نحو ألفي عام

مقابر هلنستية تُنبَش بجفافٍ حاد يكشف عن ماضي العراق

أدى انخفاض منسوب المياه جراء جفافٍ شديد تسبب بأزمة إنسانية في أجزاء من العراق إلى انكشاف سلسلة من المقابر القديمة في شمال البلاد. عثر علماء آثار على نحو أربعين مقبرة يقدر أنها تعود إلى حوالَي 2300 سنة على ضفاف سد الموصل المتشققة في منطقة خانكه الواقعة ضمن محافظة دهوك. يُعدّ هذا الخزان الأكبر في البلاد، والجفاف الحالي — الذي يصنّف من بين الأسوأ خلال ما يقرب من قرن — أتاح لفرق التنقيب الوصول إلى مواقع كانت سابقًا مغمورة بالماء.

أوضح الباحثون أن موقع الدفن يعود إلى الحقبة الهلنستية التي تلت قيام الإمبراطورية السلوقية في سنة 312 قبل الميلاد. سُجلت أولى بقايا القبور عند الخزان في 2023، عندما كشفت الحفريات عن نحو خمسة مواقع أولية، ثم تزايدت الاكتشافات مع امتداد انحسار المياه.

صور التقطت في 30 أغسطس 2025 أظهرت فرق دائرة آثار دهوك وهي تنقّب عن قبورٍ على ضفاف السد في ناحية خانكه، فيما يعمل الأثرون الآن على جمع الشظايا وتركيبها بعناية قبل إرسال القطع إلى متحف اقليمي لإجراء فحوصاتٍ علمية وحفظٍ محكم.

قال بكّاس بريفكاني، أحد الآثاريين، إن «الجفاف يؤثر تأثيرًا بالغًا على قطاعات مثل الزراعة والكهرباء، لكن بالنسبة إلينا كعِلماء آثار فإن انخفاض المياه يتيح القيام بأعمال التنقيب». وأشار ناظم زيباري إلى أن الاحتياطات المائية في البلاد هبطت إلى نحو 8% من طاقتها، متوقعًا أن تكشف مزيدًا من المواقع الأثرية مع استمرار انحسار المستويات. وأضاف أن العمل «صعبٌ ومعقّد، ويستغرق وقتًا طويلًا».

أكّد الفريق عزمه على استخلاص أكبر عدد ممكن من القطع الأثرية قبل أن تعيد الأمطار وارتفاع المياه تغطية المواقع المكتشفة، في محاولة تحفظ ما أمكن من ذاكرةٍ مادية تحكي فصولًا من تاريخ المنطقة وتكشف عن تفاصيلٍ جديدة عن الحياة في الحقبة الهلنستية.

يقرأ  النيابة العامة التركية تصادر تكتلًا إعلاميًّا في إطار تحقيق بتهمتي «الاحتيال»

أضف تعليق