جكستابوز — سأمسك بكِ يا جميلتي، وكذلك بكلبكِ الصغير نظرة مسبقة على معرض غابرييل غارلاند في صالة مايلز مكنيري، نيويورك

معرض مايلز ماكنيري يسرّه أن يعلن عن العرض الفردي الأول للفنانة غابرييل غارلاند بعنوان «سأمسك بكِ يا جميلتي، ومعكِ كلبكِ الصغير أيضًا»، المقام في الفترة من 4 سبتمبر حتى 25 أكتوبر في 511 شارع ويست 22. يصاحبه منشور موثق بالكامل يتضمن مقالاً نقديّاً للكاتبة تارا آن دالبو.

لوحات غابرييل غارلاند لا تُصوّر أشخاصاً، ومع ذلك تحتفظ بوهَنَة البورتريه؛ فالموضوعات هنا ليست بشرية بالمعنى الحرفي، بل البيوت التي تحتضنهم، والتي تعمل كبدائل لشخصياتهم وحيواتهم الخاصة. أسلوب غارلاند الانطباعي لا يصبو إلى سجلِّ معماري دقيق، بل تُعالج كلّ مسكن بصبرٍ وتوقير، كاشفةً عن جوانب دقيقة قد تغفل عنها عين المارّ في زحمة اليوم. السلالم، صناديق الزهور، صناديق البريد تتضخّم أو تتقلّص بشكل غير متناسب، مكشوفةً تشوُّهات ذاكرة الفنانة (تلك المساحة الغامضة حيث يتداخل المنطق البنيوي مع الضجيج العاطفي).

أحياناً تتخذ المنازل صفاتٍ شبيهة بالبشر: تتوهّج النوافذ كعيون على جانبي المدخل، تبرز الشرفات كأنف، وتتلوّى حواف الأسقف كحاجبٍ مقطب أو تعبير عن البهجة. بعضها ينحني ويتراخى تحت ثِقل ذاته، ويتقارب بعضها إلى بعض كما لو في همساتٍ متجمعة. من خلال إضفاء الطابع الإنساني على الجماد، تدعو أعمال غارلاند المتلقّي إلى التمهّل وإعادة النظر في بيئتنا المبنية، لا بوصفها خلفيةً سلبية، بل كشاهدٍ فاعلٍ يأسر انطباعات حياتنا اليومية.

تلاحظ تارا آن دالبو أن «على الرغم من غياب الأجسام البشرية عن تركيباتها، فإن حضورهم ملموس. هذه البيوت ليست مهجورة؛ ولا تعيش في طيّة نهايةٍ ما بعد إنسانية. بل هي نتاج عمل الناس ورعايتهم وإبداعهم. أن يكون كل بيت، رغم تكرار العناصر المعمارية واستخدام المواد المألوفة المنتجة بكميات كبيرة، متميّزاً هو شهادة على براعة ملاكه وجودة انتباه الفنانة: قدرتها على تمييز التفاصيل الأبرز. ومن الصحيح أن لا بيتين متماثلين، كما قالت دوروثي: «لا مكان مثل البيت»».

يقرأ  جوكستابوز — نظرة مسبقة: مارغريت بيار «مصابيح الليل» في معرض ستيمز، نوكّ، بلجيكا

أضف تعليق