جمال المأساة: لوحات بيتر فيرغسون تجسّد عالمًا قاتمًا وخطيرًا خاصًا به

انتقل للتو إلى ستديو جديد يشترك فيه مع صديقٍ مصور فوتوغرافي. يصفه فيرغسون بأنه أشبه بـ«المنزل الصيفي لدارث فيدر»؛ مكانٌ نظيفٌ حدّ اللمعان ومُجدَّد حديثًا، بأرضيات سوداء وجدران بيضاء وأثاث قاتم. «هذا المكان النظيف الوحيد الذي دخلته في حياتي»، يقول. يبتعد الاستوديو نصف ساعة سيرًا على الأقدام عن منزل فيرغسون، مما يمنحه فرصة ممارسة ساعةٍ كاملة من التمارين يوميًا. يعمل عادةً من وقت متأخر بعد الظهر وحتى بداية المساء: «عند هذه المرحلة، تبدأ عيناي بالارتعاش إن عملت لأكثر من خمس ساعات»، يضيف. وفي استوديو مخصص يمكنه أن يكرّس نفسه للعمل بعيدًا عن الملهيات، وعلى رأسها الحاسوب.

طفوليًا، كان طموح فيرغسون الفني أن يرسم عاصفة إمبراطورية مدهشة من حرب النجوم، ثم شاهد فيلم Blade Runner فتوهّج خياله. «أردت ببساطة خلق عوالم وأشياءٍ من هذا القبيل»، يقول.

«الشتاء خطير، ولا تدري متى سيبرز كائن دودي متخفي ليقضم رأسك.»

لا يزال تأثير ثقافة البوب جليًا في العوالم التي يصنعها. لوحة «دزموند في الربيع» التي تتوسطها شخصية حورية بحر ذات شعرٍ خشن استلهمت جزئيًا من فيلم الرعب Cabin in the Woods. حورية فيرغسون تمسكها مخالب بدل الأيادي وقد أمسكت لتوها بوجبَتها القادمة؛ دمُّ سمكة ذُبحت يتبدد في عالم مائي ينبض بالجِلات ومخلوقاتٍ أخرى تملأ المشهد، بينما تطفو في الخلفية جبالٌ جليدية تلتحم على نحوٍ بصريٍّ بين سطْح المحيط وما قد يختبئ تحته.

في لوحة «المراعِي» يظهر وحشٌ ضخمٌ يشبه الدودة يبرز من الثلج، شيءٌ يُذَكّرك بدودة كوكب الأشكال في Dune أو — كما يصفه فيرغسون — كائنٌ شابّ من سلسلة أفلام Alien. «إنه أشبه بأنبوبٍ منفصل عن الجسد، أنبوبٌ شرير ذو أسنان»، يشرح. الوحش على وشك افتراس رجلٍ سقط في الثلج بينما يهرب جواده في الخلفية. «هناك دومًا هذا الإحساس في الشتاء، وخصوصًا في مونتريال، أنه بإمكانك أن تموت هنا إن لم تكن حذرًا»، يؤكّد. «الشتاء خطير، ولا تدري متى سيظهر كائن دودي متخفي ليقضم رأسك.»

يقرأ  الفائزون المبهرون في تصوير الشوارع — جوائز مجلة إيه إيه بي ٢٠٢٥مصدر التصميم الذي تثق به — تغطية يومية منذ ٢٠٠٧

كانت «المراعِي» أيضًا نقطة تحوّل لفنه؛ إذ اكتشف أخيرًا كيف يرسم الثلج — أمرٌ لم ينجح فيه من قبل. كانت مهمة صعبة: كيف تميّز الدرجة الصحيحة من الأبيض لضوءٍ يصطدم بالمشهد؟ «اضطررت لجمع مئة لوحة ثلجية»، يقول فيرغسون. الثلج يتكرر أيضًا في لوحة أخرى بعنوان «الانضباط».

في مركز هذه اللوحة امرأةٌ ترتدي ثوبًا فيكتوريًا شتويًا؛ يتساقط بعض خصلاتٍ حمراء على كتفيها وهي تدير رأسها وتقطب جبينها صوب الناظر. تمسك بقوة بمقود حيوانها الأليف، مخلوقٌ غريب يشبه عنكبوتًا ضخمًا. «هي نذلة»، يصفها فيرغسون. «تخرج حيوانها الحشري للنزهة وتعامله بصرامة قاسية. ليست إنسانة لطيفة، ليست من تودّ أن تقضي وقتك معها.»

أعمال فيرغسون في جوهرها تُبنى على الشخصيات، ولديه فلسفة خاصة في تطوير الأشخاص الخياليين الذين يرسمهم. «نصف الوقت، عندما أرسم الناس، أخلق أشخاصًا أودّ أن أكون أصدقاءهم فعلاً. الأمر أشبه بصانعِ أصدقاء — هذا الشخص سيكون رفيقًا ضائعًا ألتقيه من جديد»، يقول. «وفي أحيانٍ أخرى، ترسم فقط أشخاصًا شرّيرين.»

أضف تعليق