جوليو سيزار موراليس يسبر أغوار الحياة على أطراف الأرض

ديفيس، كالفورنيا — الفنان المقيم في سان فرانسيسكو جوليـو سيزار موراليس وُلد عند الحدود الأمريكيّة-المكسيكيّة في زونا نورتِه، الحي الأحمر في تيخوانا. في العاشرة من عمره انتقلت عائلته إلى سان إيسدرو، أقصى جنوب مقاطعة سان دييغو — على بُعد شارع واحد فقط من موطن ولادته، لكن في بلد آخر وبجوار أحد أكثر نقاط العبور ازدحاماً في العالم.

كانت تلك الرقعة الحدّية في باها كاليفورنيا، ذاك الحدّ المتنازع عليه والعشوائي، هاجساً عمره بالنسبة إلى موراليس؛ فنّان مشترك التخصّصات يقارب منذ أكثر من ثلاثين عاماً واقع الحدّ العنيف والمعقّد بلغة شعرية. المعرض «OJO» لجوليـو سيزار موراليس هو مسح يضم أكثر من خمسين عملاً فنّياً، بينها عشر قطع أُنتجت خصيصاً للمناسبة، ويمثّل ممارسته الهجينة المتقنـة في الموسيقى والأداء والفيديو والرّسم والتصوير والسينما. ترافق العرض قائمة تشغيل بوصفها سرداً صوتياً، اختارها الفنان وعلّق عليها بنفسه؛ هذا العنصر يثري المشهد العاطفي والموضوعي بما يصفه موراليس بـ«إيقاع المكان الثالث»، خليط صوتي يدمج ثقافات مختلفة.

عنوان المعرض اشتقّه موراليس من تفصيل لاحظه في صورة لِدوروثيا لانج تعود إلى 1938: لوحة خشبية مرسومة، أو روتولو، شائعة في ثقافة الحدود، عُليَت عليها كلمة «OJO» متبوعةً بعبارة Los Extranjeros. أعاد موراليس إنتاج اللوحة وعلّقها مقابِل سلسلة ثلاثية مطبوعة من الصورة الأصلية خلف بلاستيك مُصبغ بالأزرق والأصفر والأحمر.

تُترجم كلمة «Ojo» حرفياً إلى «عين»، لكنها أيضاً تعبير دارج للتحذير: «انتباه! احذر!»، في حين تعني «Extranjeros» «الأجانب» أو «الغرباء» — فإلى من يُوجَّه هذا التحذير؟ إلى القادمِين أم إلى الموجودين أصلاً؟ تشير هذه السلسلة والمعرض ككل إلى المفارقة الجوهرية في تجربة المهاجر: من يَرَ ويُحذّر، ومن يُعتبر تهديداً.

يبلغ العرض ذروته في القاعة الأخيرة، حيث تُعرض ثلاث من أشد أعمال الفنان تأثيراً (جميعها من عام 2025)، كاستجابة لفيلم The Border (1982)، أوّل دراما هوليوودية عن الحدود الأمريكية-المكسيكية. تعلو جدار القاعة ظلال سوداء مقطوعة على هيئة ملصقات أفلام شبحية، بينما تُعرض مقطعي فيديو وجهًا لوجه بالتناوب. في اعادة تخيل الفيلم، «The Border (Los Pollos vs. La Migra)» (2025)، يعيد موراليس كتابة التاريخ السينمائي لمركزية وجهة نظر المهاجر؛ فـ«los pollos vs. la migra» تشير إلى نسخة حدودية من لعبة «الشرطة واللصوص»، حيث «ال pollos» هم مهاجرون تُركوا ميتين ومعلّقين مثل الدجاج المذبوح بواسطة «la migra» — اختصار للاسم العام لوكلاء الهجرة واصطلاحاً يشير إلى ICE. يستخدم موراليس فلترًا يقسّم الشاشة الأصلية ليحذف الشخصيات الرئيسة ويتيح نظرة مقرَّبة وشخصية على من في الخلفية.

يقرأ  أطلال حمّام روماني محفوظ جيدًا قد تعود إلى ماركوس توليوس سيسرو

الفيديو «We Don’t See» (2025) يعيد تخيّل The Border مرة أخرى، لكن من منظور فرانشيسكو كانتو، صديق الفنان وعميل دورية الحدود السابق. يتراكب حواره الداخلي المتضارب بصفته ميغرا مكسيكياً على لقطاتٍ جوية لصحراء سونورا بخطوطٍ صفراء عريضة: «لا نرى صراخه، لا نرى مشاعره المتضاربة، لا نرى تعويضه، لا نرى غضبه الأخلاقي، لا نرى تعقيده».

اثنان من الأعمال النيونية يحتلان مركز «OJO». الأول «Las Líneas, 2028/2022/1845/1640» ينبعث منه نور أحمر كما في شارع أفينيدا ريفولوسيون بتِيهوانا؛ تركيب كهربائي حارق ومضيء. يتكوّن من أربعة خطوط، كلٌ منها يرمز إلى حقبة من تاريخ الحدود المتغير: مستقبل يتخيّله الفنان عقب حرب أهلية في الولايات المتحدة — تتبعها استقلال كالفورنيا ونيو مكسيكو وحدود مفتوحة إلى الجنوب؛ الحدود الفعلية في 2022؛ حدود 1845 قبل اندلاع الحرب الأمريكية-المكسيكية التي قلبت الخرائط؛ وحدود 1640 الأصلية قبل وصول الأوروبيين، ممتدة من قبيلة الكوكوباه في ما يُعرف اليوم بكاليفورنيا إلى شعب الكارانكاوا في مناطقِ نيو مكسيكو الحالية.

العمل الثاني تفويض عام مُثبت في ساحة المتحف؛ لوحة على سقالات خشبية متواضعة بأحرف نيون قوطيّة تقول: «الغد لمن يستطيع سماع قدومه» — تحوير لعبارة استخدمها ديفيد بوي للترويج لألبومه Heroes. تحمل هذه الرسالة المشبعة الدلالة خطّاً موصولاً قوياً في «OJO»: في المناخ الاجتماعي الراهن، من يمتلك امتياز أن يَملك مُستقبلاً ومن لا يملكه؟

يضم المعرض أيضاً أعمالاً سابقة لموراليس مثل «Invaders» (2010) وسلسلة «Undocumented Interventions» (2010–11)، بالإضافة إلى تفاصيل من سلسلة «OJO: Los Extranjeros (El Paso 1938)» وبعض الأعمال التركيبية والفيديوهات التي تبرز أسلوبه التعددي واهتمامه بتوثيق وتمثيل الحوادث الحدّية.

يستمر معرض «OJO» جوليـو سيزار موراليس في متحف جان شريم وماريا مانيتي شريم للفنون في جامعة كاليفورنيا، ديفيس (254 طريق أولد ديفيس، ديفيس، كاليفورنيا) حتى 29 نوفمبر. أُشرف على تنسيق المعرض راشيل تيغل.

يقرأ  عرض اليوم: وفر ٢٠٪ على منتجات تولا للعناية بالبشرة

أضف تعليق