جيلبرتو ريفيرا — «طيور السجن»: تخيُّل الحرية داخل القيود (كولوسال)

في مركز الفن والمناصرة، تقدم معرضاً فرديّاً لغيلبيرتو ريفيرا يتأمل في الشروط المادية للاحتجاز والتحرر. بعنوان Jailbirds — أو «طيور السجن» — يعرض ريفيرا سلسلة من الكولاجات متعددة الوسائط تنقل خلية السجن إلى ألواح خشبية، متخذة من أصناف مختلفة من الطيور أبطالاً بصريين.

بعد قضائه نحو عقدين في السجون، يستند ريفيرا إلى مفهوم الانتكاسة الإجرامية (recidivism) وإلى التسميات المهينة التي تُلحق بالمعمول بعودته المستمرة إلى الحجز. تتجسد عنده فكرة هجرة دورانية تحاصر البشر وتعيدهم مراراً إلى مرافق العقاب؛ وحتى عناوين الأعمال — مثل «Jailbird #12» و«Jailbird #13» — تلمح إلى تجريد النظام العقابي للإنسان من كينونته، وتحوّله إلى رقم بدل اسم.

الطيور، بحريتها المتأصلة في الطيران، رمز تقليدي للانعتاق، ويتبوأ النسر منزلة خاصة كرمز للقوة والفخر القومي في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تشكل الطيور الداجنة أو المربّاة للأكل صوراً على القيد والسجن—فتكون مناسبة تماماً كاستعارة للاحتجاز.

في أعمال Jailbirds يصوّر ريفيرا ببغاء، بلشون، بَجع، حمام وأنواع أخرى داخل بيئات معمارية تفيض بصوريات نضالية. شرائح المجلات، مقاطع الصحف، لافتات الاحتجاج، لقطات أرشيفية، ونصوص مقتطعة من قصص إنستغرام تغطي جدران كل خلية، محوّلة المشهد الخرساني والصلب إلى فضاء تتحقّق فيه إمكانيات أخرى.

لبعض المحبوسين، تشييد عوالم متخيلة من هذا النوع هو فعل بقاء ضروري. الكتب والمجلات والمواد الأخرى عادة ما تنتقل بين الأشخاص، وتكوّن صورها داخل الزنازين تبايناً صارخاً مع الداخل الكئيب. يرى ريفيرا أن التحرر متجذّر في هذا الفعل الخلاّق وفي الظروف المادية التي تشكّل حياتنا، سواء داخل الأسوار أو خارجها. من خلال لوحاته الطباقية والنصّية، يتصور إمكانيات الخيال داخل الحجز والحاجة الأساسية لصنع العالم الذي نرغب أن نعيش فيه.

يقرأ  انقسامات سياسية داخل إيران تحت ضغط العقوبات وتهديد حرب لا يزال قائماً أخبار الصراع بين إسرائيل وإيران

Jailbirds، وهو أول معرض فردي لريفيرا، معروض في بروكلين حتى 15 فبراير. يمكن متابعة مزيد من أعمال الفنان على انستغرام.

أضف تعليق