جيمس بيدجود الإيروتيكا المثلية الحالمة

في ستينيات القرن العشرين كانت الحياة الفنية السرّية للمثليين في مدينة نيويورك غنية ونابضة بالحياة، غير أن معظم الصور الفوتوغرافية المنتجة في تلك الحقبة قبل ستونوول تكاد لا تُعرض علناً. جاء معرض كلـامب «دريم لاندز» هذا الصيف ليملأ فراغاً ويعيد إلى الواجهة أعمالاً نادراً ما نراها، مقتطفات من جهدٍ إبداعي لرجل ظلّ مهمّشاً عن الذاكرة الجمعية: جيمس بيدجود.

الفنان، الذي رحل عام 2022 عن 88 عاماً، كان متعدد المواهب: شارك في عروض التحوّل الجنسي في إيست فيليدج، صمّم فساتين لنساء النخبة في الجانب الشرقي الأعلى، زيّن نوافذ المتاجر في منتصف المدينة، وصوّر لمجلات جسدية ذات طابعٍ مثلي تُباع في غرينتش فيليدج. لكن من بين أعماله أكثرها قرباً إلى القلب تبرز صوره الحُلمية المشبعة بالألوان، صور تفيض بحساسيّة جمالية تُخالف الذائقة السائدة آنذاك.

في منتصف الستينيات بدأ بيدجود ببيع مطبوعاته عبر البريد: ثلاثون طباعة ملونة أو ثلاثون شريحة مقابل عشرين دولاراً — ممارسة شائعة حينها لدى منشورات الجسد الرجالي التي كانت تعرض عبر المراسلة صوراً لا تُنشر علناً. ما ميّز عمله هو الإحساس الفني بتركيبات لونية مشبعة وموجة، وموضوعه الذي غالباً ما يصوّر شابّان ككائنات أسطورية أو حوريات، متجاوزاً بذلك نهج الـ”بيف كيك” العضلي الذي ساد في ذلك العصر. بعد نصف قرن لا تزال تلك الصور تأسر بنَفَسها الحالم الفريد؛ كمثال، صورة «بروس كيركمان مستنداً إلى شجرة صفصاف» (1965) تُظهر شكلاً نِمفِيّاً يرتكز إلى صفصاف وسط منظر خيالي.

كما روى في مقابلة مع نيويورك تايمز عام 2011: «بلاي بوي كانت تَظهر فتيات بالفرو والريش والأضواء، وجوهٌ كملائكة جميلة. لم أكن أفهم لماذا صور الأولاد ليست كذلك.» بناءً على هذا الرأي، بنى مشاهد مفصّلة داخل شقّته الضيقة في تايمز سكوير، زيّن عارضيه بأزياء دقيقة، وضع ماكياجاً مُتقناً، وغمر لقطاته بألوان الوردي واللافندر والسيرولين ليخلق العالم الإثري الذي كان يصبو إليه.

يقرأ  كريستوفر هيرويغ يجوب جنوب شرق آسيا لالتقاط أسطول زاهي الألوان من الشاحنات وعربات التوك‑توك— كولوسال

يشتهر بيدجود أيضاً بفيلمه الطليعي والثقافي الملتوي، «بينك نارسيسس» (1971)، لكن المعرض الحالي يوفّر فرصة نادرة للتأمل في صوره الأقل شهرة والتي لا تقلّ سحراً وجاذبية.

نماذج من الأعمال المعروضة:
– «بروس كيركمان مستندًا إلى شجرة صفصاف» (1965)
– «الهارلكين ونافذة الزجاج المعشق» (منتصف الستينيات)
– «بوبي عارٍ من الأسفل، الغلاف الأول (بوبي كيندال)» (أوائل الستينيات)
– «القط الأسود ينظر فوق الكتف الأيسر» (أواخر الستينيات)

يستمر معرض جيمس بيدغود: دريم لاندز في كلـامب (شارع ويست 29 رقم 247، تشيلسى، مانهاتان) حتى 29 أغسطس. نظمته الصالة نفسها، وهو موعد يستحق من يهوى استكشاف تعابير جمالية أخرى من تاريخ الثقافة البصرية للمجتمع المثلي.

أضف تعليق