حديقة ماديسون سكوير تتوهّج بمكعبات لاري بيل الزجاجية

ظهرت المكعّبات الزجاجية المتقشّفة التي اشتهر بها لاري بيل هذا الخريف في ماديسون سكوير بارك في نيويورك. وبالتوازي، تقدّم مؤسسة جادد في سوهو عرضًا أصغر يسلّط الضوء على لوحاته القماشية الأقل شهرة، وهو العرض الذي نظّمه فلافن جادد داخل مؤسسة والده الفنية.

تميل أساليب بيل السياسية إلى المحافظة، وتبدو أعماله أحيانًا أقرب إلى الذوق المؤسسي؛ ومع ذلك تضفي هذه الأجسام الزجاجية وهجًا أنيقًا يرضي رعاته ويليق بمساحاتهم الحدّية الواسعة. هي فنّ يناسب غرف الاجتماعات والمتاحف الخاصة، ومع ذلك يظلُّ مشهدًا ممتعًا؛ فكما الكثير من الأعمال المنبثقة عن حركة النور والمساحة، تعكس هذه الأعمال ازدهارًا صناعيًا للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد حرب العالم الثانية، وآفاقًا من التفاؤل في مناظر شاسعة تعكس صعود إمبراطورية أمريكية؛ ومن أبرز الأعمال المعروضة في الحديقة قطعة بعنوان «الرابع من يوليو في ضباب البندقية» (2018).

في ماديسون سكوير بارك تعكس الأعمال العالم المحيط بها، فتجمع الأوراق داخل صناديقها الزجاجية وتقدّم فسحةً من الهدوء بعيدًا عن صخب الأيام. أما اللوحات القماشية في مؤسسة جادد، التي تُعدّ باستخدام عمليات كيميائية مماثلة لتلك المستخدمة في التماثيل، فهي تكسر ضوءَ الحياة اليومية في سوهو وتعيد ثقبها عبر زجاج العارضات.

تحمل هذه الأعمال نبرة حنينية، وكأنها بقايا عصر آخر؛ لكنها في الوقت نفسه تجذبنا بأصالة تتأمّل ذلك الجمالي الماضي وتفكك علاقته بالحاضر. وكما هو الحال مع كثير من الفنانين المرتبطين بمعارض هاوزر وويرث، يهتم بيل بالنقود والإرث بقدر ما يهتم بالأفكار. وفي نهايات الحياة تبدو مثل هذه الهواجس شائعة، خصوصًا لأولئك الذين عملوا منعزلين لعقود.

خلال العرض الصحفي قال بيل لموقع هايبَرألِرجيك إنه «لم يعتبر هذه القطع مناسبة للوضع الخارجي»؛ مشيرًا إلى أن كل جزء مرتبط بجسده الفيزيائي، سواء بمدى ذراعيه أو بارتفاع القفزة التي كان يستطيع أداءها. تلك الصلة الجسدية تمنح الأعمال طابعًا شخصيًا نادرًا ما نجده لدى بعض أعمال حركة النور والمساحة، فتجعلها مرآة لأنفسنا ووقائعنا الجسدية بقدر ما هي مرآة للآخرين.

يقرأ  شارون كينغ-تشاي تسحر وتُسعد الأطفال بسلسلة «سحر المرآة»

لمنح القارئ نظرة أوضح على العروض، تُتاح جولة فيديوية ومقابلة موجزة مع الفنان.

من بين الأعمال المصوّرة: «أزرق من آسبن» (2018)، و«أرجواني بصراحة» (2022) في ماديسون سكوير بارك، و«أحمر المحيط الهادئ II» (2017)، و«عيون حمراء» (2025)، بالإضافة إلى صور للوحة القماشية المعروضة في مؤسسة جادد في سوهو، مانهاتن.

معرض «ارتجالات في الحديقة» سيستمر في ماديسون سكوير بارك (بين الشارعين 23 و26، وبين ماديسون وفِيفث أفنيو) حتى 15 مارس 2026؛ وقد أُشرف على التنسيق الأولي بروك كامين رابابورت، بينما نظّمته دينيز ماركونيش وتوم ريدي وتييرا ندلوفو. أما «لاري بيل: التلوّن المتهوّر» فمستمر في مؤسسة جادد (101 شارع سبرينغ، سوهو، مانهاتن) حتى 31 يناير 2026، ولا يوجد لها منسق مُدرج.

أضف تعليق