حفيدته تؤكد: نورمان روكويل كان من جماعة «أنتيفا»

نورمان روكويل: صورة معكوسة عن الانطباع السائد

غالباً ما تُعرض لوحات نورمان روكويل، التي تمجد مشاهد المدينة الصغيرة في الولايات المتحدة، كرمزٍ للمحافظة والرغبة في إبقاء الأشياء كما هي رغم التغيّر. غير أن حفيدته تنفي هذا التفسير بصراحة، وتدعو إلى إعادة قراءة أعماله في ضوء نواياهم الحقيقية.

«نورمان روكويل كان مناهضاً للفاشية»، قالت ديزي روكويل في حوار لها هذا الأسبوع، مؤكدة أن فهم الناس لأعمال الجدّ بعيد عن الحقيقة.

خلال الصيف الماضي استخدمت وزارة الأمن الداخلي صوراً مقتطعة من أعمال روكويل مرفقة بتعليقات وطنية، من بينها عنوان «حافظوا على أسلوب حياتنا الأمريكي» فوق نسخة مُحشورة من لوحة روكويل عام 1971 المعنونة تحية للعلم، التي تصور جمعاً من الرجال والنساء والأطفال البيض يحدّقون بإعجاب في علم أمريكي مزين بشراشيب.

كما نشرت الوزارة، مستشهدة بكلام الرئيس المحافظ كالفن كوليدج، نسخةً محرّرة من لوحة روكويل عام 1946 «العمل على تمثال الحرية» التي تُظهر عمالاً من أعراق متعدّدة يعتنون بمشعل السيدة الحرية، داعية الجمهور إلى «حماية وطنكم» و«دفاع عن ثقافتكم».

ردّت عائلة روكويل علنياً على هذه المنشورات، واصفة استخدامها بهذا السياق بأنه استغلال لأعمال الفنان. في افتتاحية بصحيفة USA Today كتبت العائلة: «لو كان نورمان روكويل حياً اليوم لانهار قلبه عندما يرى… أن أعماله استُستخدمت كأداة لاضطهاد مجتمعات المهاجرين والأشخاص ذوي البشرة الملونة».

وتقدّم ديزي بردّ أكثر وضوحاً: «استُخدمت هذه اللوحات كما لو أن عمله يتوافق مع قيمهم، أي ترويج رؤية انفصالية لأمريكا. ولذا غُضبنا طبعاً، لأن نورمان روكويل كان واضحاً جداً في معارضته للفصل العنصري».

روكويل نفسه تناول مسألة التحيزات العرقية بصراحة. قال ذات مرة: «وُلدت أبيضَ مذهبٍ بروتستانتيّاً ومعي بعض التحيزات التي أعمل باستمرار على إزالتها. أشعر بالغضب من التحيزات غير العادلة، سواء في الآخرين أو في نفسي».

يقرأ  معرض فن النحت على العظام والعاج في متحف صيد الحيتان يستعرض فن القرن التاسع عشر

أما ما إذا كان يمكن وصفه بـ«أنتيفا» بالمعنى الحركي اليساري الذي أعلنه بعض الساسة جماعةً إرهابية، فالأمر أقل قطعية؛ لكن لا شك أنه تعبّر أعماله عن مناهضة للفاشية، وخاض موضوعات مرتبطة بمقاومة الفاشية في فترة الحرب العالمية الثانية. كذلك لم يكن دائماً على وفاق مع المصالح المحافظة: رفض مثلاً أن يرسم ملصقاً لمشاة البحرية خلال حرب فيتنام، قائلاً إنه «لا يستطيع أن يرسم لوحة إلا إذا كان قلبه مع التصميم».

المأزق هنا يكمن في الطريقة التي تُستَغل بها الصور الفنية خارج سياقها التاريخي والأخلاقي، فتُحوَّل إيحاءات الفنان أو نقده إلى شعارات تخدم سياسات لا علاقة لها بمقاصد العمل الفني الأصلية. انتزاع اللوحات من سياقها يغيّر معانيها ويفتح باباً واسعاً لسوء الفهم والاستغلال.

أضف تعليق