لا يوجد هذا العام أي فنّان يترشّح لمنصب عمدة مدينة نيو يورك، ما يجعل انتخابات الأسبوع المقبل لا تختلف كثيراً عن معظم الانتخابات الأخرى. الاستثناء جاء في عام 1933، إذ إن أحد أشهر الفنانين في فترة ما بعد الحرب حاول — كما تكشف سيرة جديدة — أن يخوض سباق رئاسة المدينة.
في كتاب «بارنت نيومان: هنا» الصادر اليوم، ترسم المؤرِّخة الفنية إيمي نيومان — لا تربطها صلة قرابة بالفنان — لمحة موجزة عن حملة بارنت نيومان الفاشلة للمنصب، والتي اعتمدت برنامجاً كان أقرب إلى الغموض منه إلى الوضوح.
ما الذي دافع عنه نيومان بالضبط؟ كان من السهل آنذاك أن لا يعرف الناس الجواب. لم يكن الرجل قد أنتج لوحة بعد؛ كان في الثامنة والعشرين من عمره فقط، ويمتلك مؤهلات قليلة تُذكر. ويبدو أن إيمي نيومان، في سيرتها، تَبدُو متحيرة أيضاً أمام ما تصفه بـ«برنامج نيومان الطوباوي».
مقالات ذات صلة
الظاهر أن نيومان خاض السباق كمرشح معارض لإيديولوجيا صاعدة داخل أوساط اليسار. قال لصحيفة وورلد-تيليغرام إنه يترشّح «تحديداً لمعارضة احتمال انجراف كثير من المثقفين نحو الشيوعية».
بدلاً من ذلك، كان هو وصديقه ألكسندر بورودولين، المرشح لمنصب مراقب المدينة، يروّجان لبرنامج يمكن وصفه بأنه «اشتراكي إلى حد ما — وذو نزعة يوتوبية» وفقاً لإيمي نيومان. طالبا بإنشاء مدرسة فنية مجانية تديرها المدينة، وحدائق على الواجهة البحرية ومياه أنقى تُشرف عليها دائرة متخصِّصة، بالإضافة إلى «امتلاك وبيع مرافق الخدمة العامة»، ما يعني نيويورك «تكاد تكون خالية من الضرائب، مع خفض الإيجارات تبعاً لذلك»، كما صاغ نيومان وبورودولين.
هل كان نيومان يظن أن هذا البرنامج سيكسبه الفوز؟ «لا أتوقع أن أنتخب بالضرورة»، قال لصحيفة وورلد-تيليغرام.
وأضاف في حديثه للصحيفة: «الفنان حرّ. لا ينتمي إلى حكومة المآلات.» وعلى ما يبدو، لم يَرَ كثيرون أن للفنان مكاناً في الحكومة — خسر نيومان، وسرعان ما طُويت صفحته الانتخابية.
لكن إيمي نيومان تقترح أنه، رغم أن ترشحه صار «مزحة في العائله» كما عبّر بارنت ذات مرة، فإن الحملة تكشف كثيراً عن شخصيته. تُشير إلى أنه انخرط في إدانة معاداة السامية المتفشية وتكتب أنه ربما اقتبس «الدرس الذي يلقنه الآباء اليهود في مواجهة معاداة السامية: ‹أفضل سلاح لليهودي هو فمه›». عبر نحو سبعمائة صفحة من هذه السيرة، يَتبوَّأ بارنت مكان الكلام كثيراً، ورُبما كانت محاولته الفاشلة للبلدية مجرد وسيلة للرد على السلطة.