«حمّى البُعد» المصورة بوبي ستير

سلسلة مستوحاة من الطريق المفتوح الأمريكي ومن السعي لاستدعاء ذكريات أماكن لم تطأها قدم، أبدعتها المصورة بوبي ستير — مولودة في سيدني ومقيمة في فانكوفر. ستير مصورة متحولة جنسيًا، لطالما شعرت بجذبٍ عميق نحو أمريكا ونحو نوعية الأفلام التي نشأت عليها مع والدها. بالنسبة لها، تشكل كتب فيم ويندرز وفيلم 1984 «باريس، تكساس» — الذي يروى قصة متشرد تائه يخرج من الصحرا — وموسيقى فيلم «يا أخي، أين أنت؟» ذكريات جوهرية تعكس ليس فقط رغبة في التواصل مع والدها، بل أيضًا صورة بديلة لنفسها مرتدية سروال رانغلرز وقبعات رعاة البقر.

في العقد الثالث من عمرها شرعت ستير في البحث عن تلك أمريكا السينمائية، مطاردةً ذكريات أماكن كانت موجودة فقط في مخيلتها. من كندا إلى كاليفورنيا، لم تعد الفتاة الصغيرة في سيدني؛ بل صارت شخصًا يملك الاستقلالية للتحرك في العالم وفق شروطه الخاصة. تقول:

«بينما كنت أقود على طول الطريق السريع I‑5، لم تكن المناظر دائمًا مطابقة لتلك المحفورة في ذهني. بدت الطرق أكثر وحدة وأكثر تَهالُكًا. استقبلتني المطاعم الصغيرة ونادوني “سِر” من طرف الغرفة، لكني لم أبق طويلاً كي يراها أحد عن قرب. كثيرًا ما كنت أصوّر من داخل السيارة؛ هناك شعرت بالأمان في البلدات الصغيرة التي مررت بها. بدا الأمر كما لو أنني أشاهد فيلماً جديدًا هذه المرة، يتكشف أمامي عبر الزجاج الأمامي. كانت المشاهد مشوّهة وكابوسية، وسرعان ما أدركت أن الحنين الذي جئت لأجله كان بعيد المنال. فالبكاء على ذاكرة لأمريكا لم تعشها من قبل أمر واحد، أما أن تكون هويتك ملتفّة حول مكان لا يمكن بلوغه فذلك أمر مختلف تمامًا.»

شاركت بوبي ستير في جائزة Booooooom للفنون والكتب الفوتوغرافية 2025 وتم إدراج أعمالها في قائمه الاختيار.

يقرأ  ليندسي جارڤيس تراهن على حي الباويري

أضف تعليق