اجتاحت الأربعينيات موجة من الهوس الذري، وكانت الطاقة النووية تُروَّج كرمز براق لمستقبل جريء ومتفائل.
على هذا النسق الثقافي ظهرت حملة ترويجية جريئة عام 1947 من حبوب الإفطار ماركة Kix؛ فقد كان بإمكان الأطفال إرسال 15 سنتاً وقمة علبة للحصول على ما سمي بخاتم «لون رينجر» الذري. جمع الجهاز بين بطولات ثقافة البوب وبريق عصر الذرة، ووعد الصغار بتجربة مثيرة من أعاجيب العلم.
المصدر: vintag.es
تحت هذا الوهج الإعلاني أخفى الخاتم حقيقة أكثر إزعاجاً: كل قطعة احتوت على عيّنة ضئيلة من البولونيم-210 وشاشة من كبريتيد الزنك تتوهج عندما تنشطها جسيمات ألفا.
اعلن أن الجهاز غير ضار ما لم يُبتلع أو يُستنشق، ومثّل ذلك العقلية المتهورة في التعامل مع الإشعاع آنذاك. بندرة من روّقوا المخاطر، انجرف معظم الناس في حماس أي شيء يحمل وسم «ذرّي». صحيح أن البولونيوم-210 ينبعث منه إشعاع ألفا الذي لا يخرق الجلد، لكنه يصبح خطيراً للغاية داخل الجسم عند ابتلاعه أو استنشاقه.
لأن له نصف عمر قصير، فقد تلاشى نشاط الخاتم الإشعاعي خلال بضع سنواتٍ، فتبدو القطع الباقية اليوم خامدة غير قادرة على إنتاج الومضات المشهورة سابقاً. وبات خاتم «لون رينجر» الذري قطعة أثرية غريبة لتفاؤل منتصف القرن، وتصل قيمة النماذج السليمة—وخاصة مع علبتها الأصلية—بين 100 و400 دولار لدى جامعي التحف.