خلال خمسةٍ وأربعين عاماً، وثّق جامل شاباز ملاذ الفرح في متنزه بروسبكت — كولوسال

«التصوير الشارعي أسلوب حياة»، عبارة يرددها جامل شاباز وقد عاشها وشاركها مع الجمهور لما يقرب من نصف قرن. اشتهر هذا المصور الأسطوري بتوثيقه للأزياء والثقافة والمشهد السياسي في مسقط رأسه بمدينة بروكلن منذ ثمانينيات القرن الماضي، وجزء من أعماله مُجمّع الآن في كتاب جديد صدر عن دار Prestel.

الكتاب بعنوان “Prospect Park: Photographs of a Brooklyn Oasis, 1980–2025” يضم 120 صورة ملونة وأخرى بالأبيض والأسود، تم التقاطها داخل هذه البقعة الحضرية الخصبة. تمتد الحديقة على مساحة تبلغ نحو 585 فداناً، فمساحتها الواسعة تجعلها فضاءً للتجمع، والتمارين، والتواصل مع الطبيعة؛ أما لشاباز فقد شكّلت دائماً ملاذاً من صخب الحياة ومطباتها اليومية.

بدأ شاباز توثيق هذه المشاهد بعد عودته إلى نيويورك عقب أداء خدمة عسكرية استمرت 36 شهراً في الجيش الأمريكي، وفيما كان يعمل لدى إدارة السجون في منشأة رايكرز آيلاند المشهورة بسجلها القاسي. أصبحت بروسبكت بارك بالنسبة له مكاناً للفرح والمجتمع، ومهربًا صغيرًا من مرائر الواقع.

تتضمن المونوغراف صور بورتريه عديدة تُظهر كم صار حضوره في الحديقة أمراً مألوفاً: ابتسامات دافئة، مواقف واثقة، ولحظات عفوية تشير إلى أن أصول الإنسان اليومية لا تتغير كثيراً رغم تبدّل الأزياء والتكنولوجيا. تُبرز الصور أهمية هذا الفضاء الخارجي عبر أجيال متعاقبة تتسلق الأشجار، تتجمع لتأمل أحد البحيرات، أو تكتفي بالفرح برفقة بعضهم البعض.

لمحبي الأرشيف والأعمال المصوّرة، يمكن متابعة مزيد من صور شاباز على انستغرام، واقتناء نسخة من Prospect Park عبر متاجر الكتب المتخصصة مثل Bookshop. هذا المشروع لا يقتصر على توثيق مشاهد؛ بل يقدم سجلاً بصرياً لحياة مجتمعية متواصلة ونابضة داخل قلب المدينة.

يقرأ  جدارية مترامية الأطراف تضامناً مع المهاجرينتكشف في كاتدرائية القديس باتريك

أضف تعليق