داخل بيتسفيل العالم الغريب الأطوار للكوميديا الجديدة لـ ديل كروسبي-كلوز

مرَّ قليلاً على العام منذ لقائنا الأول مع الرسّام والمحرِّك المقيم في شيفيلد، ديل كروسبي-كلوز. في ذلك الحين كان ينتقل تدريجياً من أعمال التوضيح والتحريك المستقلّة إلى وضعه الحالي كمنشئ محتوى على يوتيوب وإنستغرام، بصنع أفلام قصيرة يقودها شخصيات سريالية وحوارات تختزل بساطة ساحرة لكنها ذات وقع قوي.

أطلق ديل الآن مشروع “بيتسفيل” — سلسلة من رسوم متحركة أطول تزدان بالروح الساخرة نفسها، وقد بدأت بالفعل في توسيع قاعدة معجبيه. كما يصف ديل العمل: إنها سلسلة أنميشن أعمل عليها منذ فترة، آخذة المقاطع القصيرة التي أنتجتها العام الماضي أو نحو ذلك، وصُنع منها عالماً نابضاً، حلقات مدتها عشر دقائق تدور أحداثها في بلدة حديثة الولادة اسمها بيتسفيل. ثمة بنية سردية غامضة، لكنها في الوقت الراهن تُقدّم صوراً عابرة لما يجري في البلدة؛ ومن يدري كيف ستكون الحلقة السابعة؟

أسلوب ديل، البسيط واليدوي والمفترض أنه ساذج، يخفي في طيّاته قدرة ترفيهية كبيرة. قد تفتقر الشخصيات إلى تفاصيل دقيقة، لكن تعابير وجوهها الغريبة — وأحياناً غياب التعابير — تُسلِّط الضوء على اللعب اللفظي الذكي، ما يمنح الحوار نبرة مقتضبة وجافة تجعل الضحك يتلوه حيرة لطيفة. غالباً لا تتحرك سوى الأفواه، بينما تقفز المحادثات من محور إلى آخر فتبقي المشاهد في حالة من التساؤل والبهجة المستمرة.

عالم “دين دين” — ابن دين وطاقم مدرسة الأساطير الشقية — في اتساع متواصل. وحتى وقت إعداد هذا التقرير، بُثّت حلقتان على يوتيوب، وديل متعطش لإدخال شخصيات جديدة مع تقدم سرد بيتسفيل.

يُعدّ ديل أن شخصيات قادمة ستكون على غرار قارئة الطالع المسماة “لوكِي هير” التي نادراً ما تصيب المقصد، وفتيان اللغة المطبَّعون بسرعة الذين يلتقطون عبارات جديدة بلا توقف، وعمال البناء الذين يتحدثون عن أرانب ومدى الشركات التجارية المتضخمة — باختصار، مجموعة متنوعة وكوميدية من الشخصيات.

يقرأ  صور نهائية مذهلة لمرشّحي جوائز التصوير الحضري ٢٠٢٥«تصميم تثق به» — تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

قاعدة العرض تستند إلى أرشيف ديل الواسع من المقاطع القصيرة، التي لا تتجاوز دقيقة أو دقيقتين غالباً. في كثير من الحالات تُنسَج هذه المقاطع معاً لتكوين حلقات أقصر مدتها عشر دقائق من بيتسفيل. سيجد المعجبون الحاليون حواراتهم الغريبة المفضلة معادَةً، لكن داخل عالم يأمل ديل أن يكون أكثر تماسُكاً واتصالاً؛ تتكشف حبكات فرعية ونكات مخفية وإشارات تحافظ على استمرارية ما تم تأسيسه سابقاً.

كما أن المشروع أصبح جهداً أكثر تشاركية؛ تواصل ديل مع مبدعين تتقاطع معهم الأذواق عبر إنستغرام، فساهم بعضهم في لوحات القصة والتنظيم، فضلاً عن الدعم المعنوي. وعلى المدى البعيد، يطمح إلى استقطاب ظهورات ضيوف من المشاهير وغيرهم — ويذكر بتلقائية: كينو ريفز، إذا كنت تشاهد رجاءً أرسل لي إيميل الآن — إضافة إلى حلقات مركزة على شخصيات بعينها وحلقات موسمية؛ ثمة مساحة كبيرة للاستكشاف.

تقنياً، تُنجَز الرسوم في Adobe Animate، مستخدماً أداة قلم تشبه الماركر لرسم خطوط فيكتور تُحرك إطاراً بإطار. يتولى Ableton معالجة الصوت عبر مايكروفون sE Electronics 4400، ثم تُجمع اللقطات النهائية في Adobe Premiere.

ماذا تغيّر لدى ديل منذ بداياته في إنتاج “ديلز بتس”؟ يجيب: أصبحت أكثر ثقة بمعرفة ما أريد قوله وفعلَه. إن كان العام الماضي يدور حول البحث عن الذات، فالسنة الحالية تدور حول النمو — تحويل تلك الأفكار نفسها إلى شيء أكبر، استكشاف الممكن، صقل ما تعلمته ودفع حدودي الإبداعية لصنع أعمال أكبر وأكثر برودة — الأشياء التي رغبت دوماً في صنعها.

بعد أن تخلّى عن عمله الحر في التوضيح والتحريك، سلّم ديل مصيره لجمهوره. يعتقد أن على صانع المحتوى أن يغامر تماماً وأن ينتج ما يحبه حقاً بدلاً من اللحاق بما هو شائع؛ ويبدو أن تلك الشغف يثمر الآن ويعطي نتائج ملموسة في مسيرته وإنجازاتة.

يقرأ  احتفاء بالربيع في «حكاية أفرن» خيال الأطفال يبتكر شخصيات غريبة وطريفة — كولوسال

أضف تعليق