أعلنت دار ديفيد زويرنر، إحدى أكبر الصالات الفنية في العالم، يوم الإثنين عن توليها التمثيل الرسمي للفنان يوشيتومو نارا. وسيُقام أول معرض منفرد لنارا من إنتاج زويرنر في أحد فضاءات المعرض بمدينة نيويورك.
تم التوصل إلى اتفاق تمثيل نارا عبر الوسيط جو باتيستا وعن طريق وكالته إكواليفالنس للفن. وقد كان باتيستا حتى وقت قريب شريكًا في معرض بايس، الذي مثّل نارا لسنوات طويلة.
إلى جانب بايس، مثّلته لسنوات أيضًا غاليري بلوم، الذي لعب دورًا محوريًا في تعريف الجمهور الأميركي بأعماله. وقد أقفل عرض بلوم الأخير لنارا في فضاء المعرض بطوكيو في كانون الثاني الماضي، قبل أن يغلق التاجر تيم بلوم معرضه نهائيًا بعد أشهر.
مقالات ذات صلة
لم يكشف معرض بايس سابقًا عن مغادرة باتيستا، لكن بيان زويرنر الصحافي لفت إلى أن «معرض بايس سيستمر في الحفاظ على علاقة مع الفنان».
وعبّر نارا في بيان حول انضمامه إلى زويرنر قائلاً: «أشعر الآن بأنني محظوظ لعرض الأعمال التي سأبدعها تحت إشراف تاجر فنون، الذي رغم أن أصله ومكان نشأته مختلفان عني، إلا أنه ينتمي إلى نفس الجيل ويتقاسم روح الحقبة التي عشْناها — بما في ذلك ثقافاتها الفرعية. وأدرك أيضًا أن هذه الحظوة تقوم على طبقات متعددة من الحظوظ التي أوصلتني إلى هنا.»
يشتهر نارا بأسلوبه المميز في تصوير الوجوه، الذي يبرز عادةً فتيات شابات ذاوات ملامح كئيبة وتسريحات شعر متساوية الأطراف. إلى جانب الرسم، يعمل في الرسم التخطيطي والنحت والتركيبات المعمارية. وُلد في اليابان عام 1959، ودرس هناك ثم في ألمانيا حيث عاش لأكثر من عقد بدءًا من أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
يُعرض حاليًا معرض استعراضي لأعماله في متحف أورانج كونتي للفنون بكاليفورنيا. كما افتتح أحدث عرضه الاستعراضي المتنقل في غوغنهايم بلباو عام 2024 واختتمه في معرض هايوارد بلندن في سبتمبر الماضي. وقد سبق أن افتتح له معرض استعراضي في متحف مقاطعة لوس أنجلوس عام 2021 ثم انتقل إلى متحف يوز في شنغهاي. كما تم عرض أعماله في بينالي أمستردام للنحت 2025، بينالي غوانغجو 2018، بينالي بانكوك الفني 2018، وبينالي شنغهاي 2006.
تسجل أعماله أسعارًا مرتفعة في المزادات؛ إذ بلغ رقم قياسي في مزاد مسائي في هونغ كونغ عام 2019 قيمته 25 مليون دولار. وفي الشهر الماضي عُرضت لوحة Haze Days (1988) في مزاد مسائي لدى كريستيز بلندن بتقدير يتراوح بين 6.5 و8.5 مليون جنيه إسترليني (حوالي 8.7–11.4 مليون دولار)، لكنها لم تجد مشترٍ.
قال مؤسس المعرض ديفيد زويرنر إنه منذ أول لقاء له مع أعمال نارا في أوائل التسعينيات في مدينة كولونيا، كان من المعجبين بها، مضيفًا: «بدت أعمال نارا آنذاك جذرية بالنسبة إليّ، لأنها جاءت معاكسة للاستراتيجيات ما بعد المُفاهيمية السائدة حينها. بدلًا من ذلك، دعانا نارا للتأمل في عالم من الهشاشة والاتصال الإنساني الصادق.»
ووصف زويرنر رؤية المعرض الاستعراضي في هايوارد بأنها «وحي حقيقي»، وقال إنه تأثر بسخاء نارا كفنان؛ فهو يدعونا بسهولة إلى عالمه الداخلي بينما يتحدانا في الوقت نفسه لمواجهة عالمنا الخاص، وأضاف: «انه لشرف عظيم أن أرحب بيوشيتومو نارا، إحدى أهم وأصدق الأصوات في الثقافة المعاصرة، إلى الدار.»