ذروة مبهرة — معارك مو بان الضخمة تموج بالفكاهة وتغمرها سوداوية تأملية

«أعمالي شخصية، والشخص الوحيد الذي يحتاج أن يفهمها هو أنا.»

عند سؤاله عن احتمال وجود سوء فهم لدى المشاهدين بشأن البُعد السياسي أو الفكرة العامة لأعماله، يظل منسحبًا من هذه المسألة: لا يمانع، فأعماله تخصه وحده، ومن لديهم تصورات مغلوطة عنها لا يهمونه — فهم لا يشترونها على أية حال.

بان وُلِد في تايوان عام 1976. الاطلاع على تاريخ الحرب والاقتتال بين الولايات المتحدة والصين واليابان ترك فيه أثرًا عميقًا، ويعتبر أن كثيرًا من أعماله إعادة سرد لتلك الحكايات بصوته الخاص. بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة حصل على بكالوريوس فنون جميلة في الإيضاح (2001) وماجستير في الإيضاح كـ«مقال بصري» (2007) من مدرسة SVA في نيويورك. لكن بعد سنوات الدراسة مرّ بأزمة وجودية؛ يتذكر محاولته كثيرة أن يكون رسامًا، وتجربته في التجريد على مدار عامين التي يصفها الآن بأنها كانت كارثة. شعر بالإحباط واكتشف أنه لا يحب الرسم الزيتي فعلاً، فابتعد عن الفن لفترة وجيزة.

ببطء عاد إلى السبب الذي كان يدفعه لعمل الفن أيام شبابه في الثمانينات: بدأ يلتقط القلم ويرسم كما في دفتره الصغير، وانغمس في ذلك بشغف. اخيراً شعر برغبة قوية في العمل، واستعاد سعادة الخلق المتواصل كما كان يفعل طفلاً بقلم الحبر. من تلك اللحظة تخلص من أدواته للزيت؛ لم يكن رسامًا بالأساس. يعشق رسم المانغا، وسرد القصص، والنظر إلى الأوكيه-يو وصور السرد التقليدية الآسيوية. قرر أن يتبع شغفه حيثما يكون.

اليوم يعرض بان أعماله في أنحاء العالم: دولًا مثل الدنمارك وباريس ونيو إنجلاند ولوس أنجلوس. تختلف ردود الفعل بحسب البلد والجمهور، وبحسب ما إذا كان العرض يحمل طابعًا فكاهيًا أو سياسيًا أو رغبة في المواجهة. أغلب جامعي أعماله في أوروبا — «بدأت في باريس عبر معرض مجلة HEY، ومن ثم توجهت الأنظار إليّ»، على حد قوله. إلى جانب مشاركته في بعض معارض الفن التجاري مع غاليري بولسن في ميامي ونيويورك سنويًا وعدد من العروض الفردية في لوس أنجلوس وبروكلين، جمهوره في الولايات المتحدة ضئيل ويتركز بين من يهتمون بالوحوش والعمل المتأثر بالأوكيه-يو.

يقرأ  البيانات الضخمة التطبيقية للمعلِّمين — تيتش ثوت

تتعقد العلاقة أكثر حين يتحدث عن وطنه. رغم مولده في تايوان، تمنحك خلفيته العائلية شعورًا بالعطش لقبول الصينيين له والاعتراف به كواحد منهم؛ فهو يعتبر الصين القارية مكانًا يناسب أن يكون موطنًا لعمله. ومع ذلك لم يحظَ بالاحتضان الذي يتوق إليه هناك، ويشبّه ذلك بشعور «طفل غير شرعي يتوق إلى أم حقيقية» — مفارقة أن صراع الثقافة الذي يواجهه ينبع من ثقافته الأصلية نفسها.

وفي تايوان، يصف أعماله بأنها غير مرحب بها. العديد من صور أعماله تنتقد أحزابًا ومجموعات موالية للاستقلال، وتلك الأعمال ذات طابع شخصي جدًا. كما أنه يمتدح الحزب الشيوعي الصيني والقومية الصينية في بعض أعماله وعلى منصاته الاجتماعية بنبرة مرتفعة، لذلك معظم الناس في تايوين، وبخاصة الشباب، لا يرغبون بمشاهدة أعماله، وليس له تقريبًا معجبون هناك. هذا الواقع لم يثنه عن الاستمرار؛ بل على العكس، يقول إنه سيجعلها أكثر استفزازًا وبحدة أكبر.

أضف تعليق