أصدرت لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب هذا الأسبوع 238 صفحة من دفتر رسومات وملاحظات قُدّم إلى المدان المتسلسل بجرائم جنسية، جيفري إبستين، من قبل زوجته وشريكته غيسلين ماكسويل بمناسبة بلوغه الخمسين من العمر. تحوي الصفحات توقيعات شخصيات بارزة من بينهم دونالد ترامب، والممول وعضو مجلس أمناء متحف الفن الحديث ليون بلاك، ومؤسس مركز ويكسنر للفنون ليزلي ويكسنر، إلى جانب أسماء أخرى، وتشكّل مجموعة من الرسائل الغامضة والخرقاء التي ترسم صورة مقلقة لدائرة معارف إبستين بينما تحاول الحكومة الأمريكية التخفيف من الضغط العام لنشر ما يُسمى «ملفات إبستين».
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في تموز بوجود ملاحظة فاحشة مزعوم أن ترمب هو من كتبها لدفتر التهنئة، وهذه هي المرة الأولى التي تُنشر فيها علناً. تأخذ الملاحظة شكل حوار بين ترامب وإبستين محاطاً بخط يحدد جسد امرأة، وتنتهي بعبارة «ليكن كل يوم سراً رائعاً آخر» موقعة — على نحو نمطي — بعبارة «دونالد».
نفى البيت الأبيض لصحيفة هايبراليرِجِك أن يكون الرئيس قد كتب الرسالة أو وقعها، وأحالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى بيان ينفي نسب الرسالة إلى ترامب. أصرّت الإدارة على أن الرئيس لم يرسم المرأة العارية الظاهرة في الرسم الذي يبدو مطبوعاً، وزعمت أنه لم يوقعه، رغم أن صحفيين لاحظوا تشابهاً بين توقيع الرسم وتوقيع الرئيس المعروف. اقام ترامب دعوى قضائية على صحيفة وول ستريت جورنال بقيمة عشرة مليارات دولار على خلفية تقريرها الأولي.
تتضمن الصفحات العديد من الملاحظات والرسومات المُنسبة إلى أصدقاء إبستين وأفراد عائلته ومعارفه ومساعديه وصديقاته، وغلب على كثير منها إشارات صريحة إلى ميل إبستين للثدييات أو للشابات وإلى سرية الأفعال، عبر مجموعات تركيبية وهواة ورسومات صغيرة تُظهِر كيف كان الناس المقربون منه يدركونه.
من بين الإيحاءات الأكثر وضوحاً لسلوكه الإجرامي رسمة تُظهر إبستين وهو يوزّع مصّاصات على فتيات قاصرات ثم يتلقى على ما يبدو جلسات تدليك ذات طابع جنسي؛ هذه اللوحة بلا توقيع.
ذكر جدول محتويات دفتر التهنئة أسماء مساهمين صنّفتهم النسخة المُفرَج عنها من قبل الكونغرس كـ«أصدقاء»، من ضمنهم ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون وليون بلاك والمحامي آلان ديرشوفيتش. أما وجوه وأسماء جميع النساء المذكورات تحت بند «صديقات» فتم طمسها في النسخة التي نشرها الكونغرس.
في ملاحظة موقعة باسم «ليون»، كتب المؤلف شعراً يقول: «نظارات خضراء، مخططّات وخطط، استراتيجية ضريبية فريدة/حلم رطب وكوشمار». (كوشمار كلمة فرنسية تعني كابوس.) وقد خضعت العلاقات المالية بين بلاك وإبستين لشكوك في الأشهر الأخيرة بمتابعة من عضو مجلس الشيوخ البارز في لجنة المالية رون وايدن. وامتنع متحدث باسم بلاك عن التعليق على الرسالة.
تضمنت الوثائق أيضاً صورة لإبستين وهو يحمل شيكاً ضخماً يبدو أن توقيعاً لترامب يقبع تحته، وأسفلها ملاحظة بلا توقيع تزعم أن إبستين باع «أصل مُستهلك بالكامل [محجوب] لدونالد ترامب مقابل 22,500 دولار». كتب كاتب الملاحظة: «أنا أدرت الصفقة ولم أحصل على أي من المال أو الفتاة!»
من جهته، رسم الرئيس التنفيذي السابق لشركة فيكتوريا سيكريت ليزلي ويكسنر ثديين مرفقين بتعليق موجز: «أردت أن أقدم لك ما تريد… فها هو.» وابتكر عميد هارفارد الأسبق والاقتصادي هنري روسوفسكي، الذي ذُكر اسمه من قبل غيسلين ماكسويل كمستلم لجلسة «تدليك»، رسماً أكثر تجريدية «تكريماً ليوم إبستين» مستخدماً مزاحاً لفظياً على كلمة عيد الميلاد.
كما ورد اسم ناثان ميرفولد، الرئيس السابق للتكنولوجيا في مايكروسوفت، في الدفتر، مصاحباً صوراً لحيوانات سفاري تمارس التزاوج، مرفقة بتعليق يقول إن هذه الصور «أبلغ مما أستطيع أن أعبر عنه بالكلمات». حاولت هايبراليرِجِك التواصل مع ممثل عن ميرفولد للتعليق.
حصلت لجنة الرقابة على «دفتر عيد الميلاد» بموجب استدعاء قانوني لأملاك إبستين، وفق ما أعلن النائب الديمقراطي البارز روبرت غارسيا من كاليفورنيا. احتفل ديمقراطيو اللجنة باسترداد الوثائق ونشروا مقتطفات على منصة X، زاعمين أن المسوحات تثبت كذب ترامب بشأن بطاقة عيد ميلاده. من جانبهم اتهم الجمهوريون في اللجنة الديمقراطيين بتصفية واختيار المستندات المنشورة على نحو انتقائي، ونشروا جميع الصفحات الـ238 في بيان صحفي.
لا يظهر في الدفتر تاريخ واضح؛ يُذكر أن إبستين أتمّ الخمسين عام 2003، قبل خمس سنوات من إقراره بالذنب في تهم طلب الدعارة من قاصر وقضاء عقوبة مدتها 18 شهراً في مرفق حدّ أدنى للأمن. وفي تموز 2019 وُجّهت إليه تهم الاتجار بالجنس لقاصرات، وعُثر عليه ميتاً في زنزانته بمركز التعديل التصحيحي في مانهاتن بعد شهر من توجيه التهم.
من بين المستندات المنشورة صور لحيوانات حمر الوحش تمارس التزاوج — منسوبة إلى ناثان ميرفولد — وصور فوتوغرافية لإبستين وهو يمسك بشيك يُعتقد أن توقيعه يعود لترامب، وملاحظات من رجال أعمال مثل جويل باشكوو.