روزالين دريكسلر فنانة البوب وموسوعية متعددة المواهب — توفيت عن عمر يناهز 98 عاماً

توفيت الفنانة متعددة المواهٍب روزالين دريكسللر — أيقونة فن البوب، كاتبة سيناريو حائزة على جائزة إيمي، ومصارعة في فترة من حياتها — في منزلها في نيو يورك أمس، الثالث من سبتمبر، عن عمرٍ يناهز ثمانية وتسعين عاماً. وأكدت وفاة الفنانة غاليري غارث جرينان، التي مثّلتها لعقد من الزمن.

في ستينيات القرن العشرين بلورت دريكسللر أسلوبها التصويري المميّز: كانت تقطف صوراً من ملصقات ومجلات ووسائط مطبوعة شعبية، ترتِّبها وتكبّرها على أوراق، ثم تُلصقها على القماش وتطلي فوقها بألوان زاهية. أعمالها من تلك الفترة وحتى الثمانينيات تتناول بحدة قضايا الجنس والسلطة كما تُعرض في الثقافة الشعبية.

ربما لخلفيتها الناجحة في الكتابة — فقد كتبت على سبيل المثال التكييف الروائي لفيلم روكي (1976) تحت اسم مستعار — كانت السردية والشخصية محور اهتمامها. كانت تلتقط أبطال لوحاتها، غالباً رجال ببدلات أو نساء في حالة إغماءة، في لحظة فعلية: صفعة، قبلة، حركة متقطعة، أمام حقول لونية مُجرّدة. النتائج كانت تركيبية بديعة: خطوط نظيفة تذكر ببوستر سينمائي، لكن تحته تأتِ دلالات نفسية مزعجة تكاد تشبه اختبار الرورشاخ.

عملها عام 1963 «الحب والعنف» يبدو كمقطوعة سينمائية مُدْمَجة داخل لوحة مُوندرية: خطوط متعامدة تقسم بلوكات الألوان الابتدائية، وداخل هذه البلوكات تتجلّى مشاهد مثل امرأة ترتدّ رافضةً يدَ رجلٍ تمسك ذقنها بقوة. كما كتب الناقد جون ياو في مراجعة عام 2017 أن دريكسللر «حولت الصور التافهة والسخيفة التي تهيمن على حياتنا إلى شيء يستدعي التأمل».

وُلدت دريكسللر عام 1926 في حي البرونكس لأسرة يهودية مهاجرة من روسيا. شكلت عروض الفودفيل المبهرجة وملصقات الفن وكتب التلوين جزءاً من بيئتها التكوينية. درست الغناء في المدرسة العليا للموسيقى والفنون في مانهاتن (حالياً مدرسة لاغوارديّا)، ودرست لفصل واحد في كلية هنتر قبل أن تتزوج من الرسام التعبيري الشكلي شيرمان دريكسللر عام 1946، الذي توفي عام 2014 وترك مجموعة أعمال كان كثيراً ما تكون زوجته موضوعها.

يقرأ  مجلة جكستابوزمعاينة: إيرين م. رايلي — «تبدو الحياة كمنزل لبضع ساعات»معرض بي بي أو دبليو، نيويورك

في أواخر الأربعينيات عاش الزوجان في بيركلي بولاية كاليفورنيا، حيث بدأت بعمل تركيبات من معادن وخشب معاد تدويره. بحلول 1951 انتقلا إلى حي هيلز كيتشن في الجانب الغربي من مانهاتن، بالقرب من صالة تدريب لمصارعات محترفات، فانخرطت في عالم المصارعة تحت شخصية بديلة، صورها آندي وارهول في سلسلة طباع حريرية بعنوان «ألبوم ملكة الحلبة» (حوالي 1962–63). وفي 1972 نشرت كتاباً استُقبل نقدياً استناداً إلى تجربتها داخل الحلبة وبين أوساط الفن، بعنوان To Smithereens، أعيد نشره هذا العام.

بنت دريكسللر حياة اجتماعية فنية غنية في نيو يورك: كانت ترتاد مقهى سيدار تافرن الأسطوري، ورافقها في دوائرها فنانون مثل فرانز كلاين وإلين ووليم دي كوينينغ، وشاركت في «الهابينينغز». مثلّتها صالات مثل روبن غاليري (التي أغلقت بعد عام واحد عام 1961) وكورن بلي من 1964 إلى 1966، وعُرضت أعمالها في معارض جماعية بمساحات مثل بيس، وفي المقابل كتبت تسعة روايات وعشر مسرحيات.

رغم ذلك لم تنل دريكسللر الاعتراف نفسه الذي حصّل عليه نظراؤها الذكور، سواء بسبب جنسها أو بسبب الموضوعات التي اختارتها، أو ربما لكليهما. كان وعيها السياسي واضحاً في فنها وحياتها؛ ففي حديث عام 1971 مع إيلين دي كوينينغ، ردّت على مقال ليندا نوخلين الحاسم «لماذا لم توجد فنانات عظيمات؟» قائلةً: «لا أرى من المبالغة أن تطالب النساء بتمثيل متساوٍ في متحف ويتني. يجب أن نبدأ من مكان ما».

مع تقدمها في السن بدأت تعيد لها المؤسسات مكانتها: معرض استقصائي عام 2007 في صالة بيس وايلدنشتاين أعاد تسليط الضوء عليها، ومعرض استعادي متجوّل بعد عشر سنوات رسّخ موقعها في بانثيون فن البوب. اليوم توجد أعمالها في مجموعات متحف الفن الحديث ومتحف ويتني للفن الأمريكي ومتحف هيرشهورن وحديقة النحت ومركز ووكر وغيرها من المؤسسات.

يقرأ  وكالة Mother Design تمنح منافس المشروبات الغازية Fhirst «تعبيراً جامحاً عن الفرح»

وفي كلمة أخيرة من مقابلة بتاريخ 2017 مع أرشيف الفن الأمريكي في مؤسسة سميثسونيان قالت دريكسللر: «قواعدي الأساسية كانت أن أمتع نفسي، وأن أكون صادقة مع ما أعتقد، وأن أجرب أشياء جديدة — أن أكون مبتكرة.»

أضف تعليق