زوجان أرجنتينيان يوضعان تحت الإقامة الجبرية في إطار تحقيق بشأن أعمال فنية نُهبت من قبل النازيين

وضع القضاء الأرجنتيني ابنة مسؤول نازي سابق وزوجها تحت الإقامة الجبرية بعدما اختفت بشكل غامض من جدار صالونهما لوحة استولى عليها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.

داهمت الشرطة منزل الزوجين في مدينة مار دل بلاتا الساحلية بعد أن رصدت صحيفة هولندية شائعة اللوحة المفقودة — لوحة تعود إلى القرن الثامن عشر بعنوان «بورتريه لسيدة» للفنان جوزيبي فيتّوريه غيسلاندي — معلقة فوق الأريكة في إعلان عقاري إلكتروني أُزيل لاحقًا. كانت اللوحة في حوزة تاجر الفن اليهودي الهولندي جاك غودستيكّر، الذي نهبت مجموعته التي تضم أكثر من 1100 عمل فني من قبل النازيين بعد هروبه من هولندا عام 1940.

أثناء عمليات التفتيش لم يعثر المحققون على الللوحة المفقودة، بل وجدوا بدلاً منها نسيجًا معلقًا، وفق ما نقلت صحيفة لا ناثيون الأرجنتينية.

أمرت محكمة فيدرالية بوضع باتريشيا كادغين، ابنة مساعد النازي فريدريش كادغين، وزوجها قيد الإقامة الجبرية 72 ساعة بتهمة عرقلة التحقيق، على أن يستدعا للتحقيق هذا الأسبوع. وتوقّع مسؤول قضائي توجيه تهمة «التستر على سرقة في سياق إبادة جماعية» لهما. وفي تفتيش أربعة منازل أخرى مرتبطة بالزوجين وأفراد أسرتهما المباشرة عُثر على لوحتين أخريين يُرجح أن تاريخيهما يعود إلى القرن التاسع عشر.

اعترف الزوجان في وثائق قضائية بحيازة الأعمال التي يدعون أنها جزء من ممتلكاتهم، وهو ما دفع جمعية أبحاث جرائم الفن (ARCA) لتقديم شكوى واصفة هذا الإجراء بأنه مناورة لتمديد عملية استرداد اللوحة وعرقلة العدالة. وقالت الجمعية إن «هذه المناورة، بدلاً من مواجهة التاريخ المثبت للنهب، تبدو مصمَّمة لعرقلة استرداد الأعمال وحماية ورثة كادغين من المساءلة، ما يطيل أمد الظلم الذي سمح لبقايا النهب النازي بالبقاء في أيدي خاصة».

تُعيد قضية البحث عن اللوحة تسليط الضوء على فصل مظلم من تاريخ الأرجنتين، حين سمح نظام الجنرال خوآن بيرون بدخول عشرات من مجرمي الحرب النازيين الفارين، الذين عبر بعضهم المحيط الأطلسي حاملين معهم أعمالًا فنية وممتلكات ثقافية سُرقت من المجتمعات اليهودية خلال الحرب. وقد أدى ذلك إلى عملية استرداد بطيئة ومؤلمة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

يقرأ  طفرة الطاقة الشمسية والبطاريات تُعيد تشكيل قطاع الكهرباء في باكستان

قالت ماري فون ساهر، زوجة وريث جاك غودستيكّر والحارسة الوحيدة لمجموعته، لصحيفة Algemeen Dagblad: «بدأتُ البحث عن الأعمال التي كانت مملوكة لوالد زوجي في أواخر تسعينيات القرن الماضي ولن أستسلم». وأضافت: «تهدف عائلتي لإعادة كل عمل سُلب من مجموعة جاك وإعادة إحياء إرثه». ومن خلال مشروع أبحاث غودستيكّر نجح الوريثون حتى الآن في استرجاع مئات الأعمال، بما في ذلك أكثر من 200 لوحة أعادتها الحكومة الهولندية عام 2006 ولوحتان عصر نهضة بالحجم الكامل قُدِّرَت قيمتهما بمبلغ 24 مليون دولار في 2023.

تواصلت وسائل إعلام لطلب تعليق من ممثلي فون ساهر.

من جهتها أعربت الباحثتان أنيليس كول وبيري شرير من وكالة التراث الثقافي الهولندية (RCE) عن خيبة أملهما لعدم استرداد اللوحة بعد؛ فالعمل مُدرَج ضمن قاعدة بيانات الوكالة التي تضم أكثر من 17 ألف قطعة مُستولى عليها من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وقالتا: «هدف عملنا هو إظهار التراث المنهوب خلال الحرب العالمية الثانية وإعادته لمالكيه الشرعيين حيثما أمكن».

أضف تعليق