الحقيقة أحيانًا تكون أغرب من الخيال، كما ظهر حين بثّت سلسلة تلفزيونية حلقة تناولت عملية سرقة فنية بارزة لعمل لريمبرانت، بعد أسبوع من سرقة في متحف اللوفر جذبت اهتمام العالم.
تتناول سلسلة ABC المعنونة «High Potential» شخصية مورغان جيلوري، أم عزباء لثلاثة أطفال تتمتع بقدرات عقلية فائقة. تجسّدها كايتلن أولسن، وتساعد مورغان شرطة لوس أنجلوس في حل أصعب قضاياها بوصفها عاملة نظافة تحوّلت إلى مستشارة خاصة.
ختام منتصف الموسم هذا العام، بعنوان «The One That Got Away»، يصوّر مورغان وشريكها المحقق آدم كاراديك وهوما يحققان في سرقة متحف كانت هدفها لوحة لريمبرانت تُقدّر قيمتها بـ20 مليون دولار بعنوان «فتاة صغيرة تتكئ على عتبة نافذة».
مقالات ذات صلة
خلال السرقة في المسلسل، ينزل لص بالمتحف مستخدمًا حبلًا عبر نافذة سقفية، يقطع الزجاج ويعطّل كاميرات المراقبة بليزر، ثم يفجر قنبلة دخان ويهرب.
بالتعاون مع أخصائي استرداد أعمال فنية قد يكتنف أمره الشك، ريس إيستمان، تكتشف مورغان أن اللوحة المسروقة كانت محور نزاع محتدم على الملكية لأنّها نُهبت في عهد النازيين. (العمل الحقيقي لريمبرانت لم تُقدّم بحقه أي مطالبة باسترداد؛ فقد ظل معروضًا في معرض دولويتش بلندن منذ عام 1811.)
رغم أن الحلقة تنتهي بنهاية مفتوحة، تقدّم مورغان رؤى قيّمة عن السرقة وتعتقد أنّها دُبّرت بعناية فائقة. وبما أنّ السارق تجاوز أعمالًا فنيّة ثمينة لينهّك هذه اللوحة بعينها، تستنتج أنّ الدافع كان شخصيًا أكثر منه مادّياً.
تكشف السلسلة أيضًا عن احتمال ربط هذه السرقة الخيالية بسلسلة من السرقات الفنية ذات الضجة الكبرى التي ارتكبها شخص مجهول أطلق عليه اسم «يوحنا المعمدان».
وقعت سرقة اللوفر بعد كتابة الحلقة بفترة، لذا من الأرجح أن السلسلة كانت تشير إلى سرقة متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر الشهيرة عام 1990، التي سُرقت فيها 13 قطعة فنية—ثلاث منها لريمبرانت. ومع ذلك، بدا أسلوب سرقة الريمبرانت في المسلسل كأنه تنبأ بشكل مريب بما حدث لاحقًا في اللوفر، حين دخل اللصوص من نافذة معرض في الطابق الأول مستخدمين رافعة منصة ومطحنة زاوية لكسر الزجاج.
سرقة «High Potential» وسرقة اللوفر الحقيقية مايزالان تشتركان في سمة أخرى: كلاهما ما يزالان دون حل.