سوبرتشيف — ملتقى فنون لوس أنجلوس المحبوب يصارع للبقاء مفتوحًا

معرض سوبرتشيف: ملاذ الفن الشعبي في لوس أنجلوس يواجه خطر الإغلاق

على مدار أكثر من عشر سنوات، صار معرض سوبرتشيف ركيزةً أساسية في المشهد الفني تحت الأرض في لوس أنجلوس، يقدم فن الشارع والتصوير وأعمالاً تنبثق من هامش الثقافة. ورغم مكانته كمختبر تجريبي للفنون، واجه المعرض في السنوات الأخيرة تحديات مالية متزايدة جعلت مستقبل فضائه مهدداً بالإغلاق. مؤسسه، بيل دانليفي، يفكر الآن خارج «المكعب الأبيض» التقليدي، متجهًا إلى نماذج إيرادات بديلة مثل التمويل الجماعي للحفاظ على هذا المكان المحبوب.

نشأت سوبرتشيف كدورية في نيويورك عام 2010، ثم تحولت إلى معرض في ويليامزبرغ بعد عامين. في 2014 انتقل دانليفي غرباً وافتتح فرعاً في وسط مدينة لوس أنجلوس. بحلول 2018–2019 بدا أن المعرض وجد مكانه الخاص في المشهد المحلي، لكن ضربة كبيرة جاءت في 2020 حين تضرر المعرض بسبب حريق ناجم عن انفجار في مبنى مجاور واضطر الفريق إلى الإغلاق المؤقت. أعيد افتتاح سوبرتشيف في 2022 في مستودع تبلغ مساحته حوالي 10,000 قدم مربعة (نحو 3,048 متر مربع) في جنوب لوس أنجلوس، ما أتاح له احتضان معارض طموحة تجذب مئات الزوار وتضم ورش عمل ودروساً وعروض أفلام.

بإصرار على ثقافة الشارع المناهضة للنخبوية، جعل المعرض الفنانين والمجتمع أولوية على حساب الربح الصرف. كما يقول دانليفي، هدفه أن يوفر مساحة فنية تفتح مسارات للشباب الذين لا ينحدرون من خلفيات ميسورة. هذا النهج جذب فنانين شباب أمثال إسحاق سالم إسكوتو (المعروف باسم Sickid)، الذي عرض أولى معارضه الفردية مع سوبرتشيف في 2019 وأدى لاحقاً إلى حصوله على معرض فردي في Jeffrey Deitch Gallery عام 2024. «كنت فخوراً أن أراه يصل إلى هذا المستوى بعد أن عرفته عندما كان في التاسعة عشرة أو العشرين من عمره»، يضيف دانليفي.

يقرأ  متحف الهولوكوست في لوس أنجلوس — يتراجع عن بيان «لن يحدث مرة أخرى» ويُثير موجة استنكار

فنانون آخرون مثل Polo Cutty انطلقت مساراتهم الفنية بالتعاون مع سوبرتشيف؛ فقد شارك في 2017 في معرض جماعي مدفوع بالميمات الرقمية بعنوان Peaches: A Black Internet Experience، قبل أن يشرع في مسار متعدد الأوجه يجمع بين الفن والإعلام. بالنسبة للكثيرين، كان سوبرتشيف محفزاً لأن يعرض فنانون لم يكونوا يرون أنفسهم عادة في صالات العرض الرسمية، ومساحة تسمح لهم بأن يكونوا صادقين مع أنفسهم ويتجاوزوا الحدود التقليدية.

رغم الشعبية التي يتمتع بها المعرض بين الفنانين والزوار، شهدت المبيعات الفنية تراجعاً في الآونة الأخيرة، وتخلى بعض الرعاة المؤسسيين عن دعمهم. معظم الأعمال التي يبيعها المعرض تُسعّر عادة بأقل من 2,000 دولار، ومع ذلك تأثرت بموجة التراجع في سوق الفن التي ضربت حتى صالات العرض الكبيرة. ولتعويض الانخفاض في مبيعات الأعمال، اعتمد سوبرتشيف على رعايات من شركات إعلامية وشركات التزلج والمشروبات، لكن هذه الشركات حولت استثماراتها لأسواق أخرى مثل مهرجانات الموسيقى. حسب دانليفي، «الكثير من الناس يتجاوبون مع ما نفعله، لكن نموذج العمل يحتاج إلى تغيير ليصبح قابلاً للحياة».

يعمل المعرض بطاقم مصغر يتكون من دانليفي ومساعدين بدوام جزئي، وتسديد الإيجار أصبح أمراً صعباً. لذلك قرر الفريق تحويل مساحة المعرض لتكون أكثر عملية كمكان مجتمعي وحاضنة للفنانين الناشئين. في هذا الإطار أطلق سوبرتشيف مطلع العام منصة باتريون، مقدماً للداعمين وصولاً مجانياً إلى فعاليات تتطلب تذاكر ومطبوعات فنية ومنشورات رقمية وبضائع، مع خطط لإنتاج بودكاست ومحتوى فيديو. يقدّر دانليفي أن هذه المبادرة تدر نحو 5,000 دولار شهرياً من نحو 400 داعم، ما يوفر استقراراً على المدى البعيد لكنه لا يلبي الحاجة التمويلية العاجلة.

لذلك أطلق المعرض حملة GoFundMe في 3 سبتمبر بهدف جمع 6,500 دولار، وقد تحقَّق حتى الآن أكثر من نصف الهدف. كما ينظم المعرض أمسية خيرية بتاريخ 20 سبتمبر بمشاركة أكثر من 200 فنان من بينهم JJ Vilard، Erika Weitz، Ara Cho، Steve Gai، Will Carsola، وCreepygals، في محاولة لحشد المجتمع والمحافظة على هذا الفضاء الثقافي الحي.

يقرأ 

كما يؤكد Sickid: «حان وقت أن يرى المجتمع هذا المكان على أنه أمر مهم موجود الآن، بدلاً من أن يندم بعد اختفائه». التطوع وتنظيم حملات الإغاثة، وجدران التكريم لأصدقاء فارقوا الحياة، وعروض مارياشي خلال افتتاح معارض، كلها أمثلة على الدور الحي الذي يلعبه المعرض داخل المدينة وخارجها.

في خضم هذا التحول، يسعى سوبرتشيف إلى أن يبقى منصة حيوية للفن الشعبي والهامش الثقافي، مع حاجة واضحة إلى نموذج تمويل مستدام يدعم استمراريته ومهمته الاجتماعية والثقافية في لوس أنجلوس ومن حولها.

أضف تعليق