سوذبي تحقق 133 مليون دولار من أسبوع هواة الجمع في أبوظبي

ملاحظة المحرر: نُشر هذا التقرير أصلاً في نشرة ARTnews بعنوان «On Balance».

استحوذت دار سوثبيز الأسبوع الماضي على منتجع سانت ريجيس الفاخر في جزيرة السعديات بأبوظبي، وحوّلت مطعمين إلى قاعات عرض: أحدهما لحقائب اليد والألماس والساعات، والآخر عرض غير مخصص للبيع لمجموعة أعمال تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار. وفي الحدائق المظللة بأشجار النخيل المطلة على الخليج العربي وُضعت مجموعة من السيارات النادرة والفاخرة.

شهد الأسبوع الافتتاحي لـ “أبوظبي أسبوع الجامعين” — فعالية تحمل علامة سوثبيز التجارية شملت ورش عمل ومحاضرات وعددًا من المزادات الفاخرة في الهواء الطلق أقيمت ليل الجمعة تحت قمر مكتمل منخفض الأفق.

قاد الفريق التنفيذي للدار، بقيادة الرئيس التنفيذي تشارلز ستيوارت، الحملة محققًا صافي مبيعات بلغ 133 مليون دولار — متجاوزًا بكثير مبيعات الدار الأولى للسلع الفاخرة في الشرق الأوسط في فبراير الماضي، حين جمعت مزادًا متعدد الفئات في السعودية نحو 17 مليون دولار. وكان ذلك المزاد في الدرعية، الضاحية التاريخية قرب الرياض، محبطًا بعض الشيء مقارنةً بحجم سوق السلع الفاخرة الإقليمية التي تقدر قيمتها بنحو 13 مليار دولار حسب تقرير سابق من مجموعة شلهوب.

(جميع الأسعار تشمل الرسوم ما لم يذكر خلاف ذلك.)

غيرت سوثبيز استراتيجيتها في أبوظبي ببيعها للسلع الفاخرة وحدها دون الأعمال الفنية، وبإدراجها قطعًا كبيرة تجذب الاهتمام. من بين تلك القطع سيارة ماكلارين استخدمها سائق الفورمولا 1 أيرتون سينا للفوز بأول سباق له في البرازيل عام 1991، بيعَت مقابل 25.3 مليون دولار. وبعدما حقق بيع حقيبة بيركين رقماً قياسياً بقيمة 10.1 مليون دولار في يوليو، طرحت الدار حقيبة هيرميس كانت مملوكة لجين بيركن وباعت بأربعة أضعاف تقديرها الأعلى ليصل السعر إلى 2.9 مليون دولار. الماسة المسماة “ديزرت روز” بوزن 31.68 قيراطًا ولونها المائل للوردي البرتقالي بيعت مقابل 8.1 مليون دولار (التقدير الأعلى: 7 ملايين) بعد معركة مزايدة استمرت نحو عشرين دقيقة. تلك الإثارة الجماهيرية طغت إلى حد كبير على القطعة التالية، وهي طقم من أربع ساعات معقَّدة من باتيك فيليب بيع مقابل 11.9 مليون دولار عند تقديرها الأدنى. حقق مزاد المجوهرات والساعات، الذي حمل عنوان “الدقة والتألق”، حالة الـ white‑glove (أي بيع كل القطع)، محقّقًا 25.4 مليون دولار — أي أقل بنحو 5 ملايين عن تقديره الأعلى.

يقرأ  انهيار أرضي يجرف حافلة في شمال الهند ويودي بحياة ١٥ شخصًا — وعمليات الإنقاذ مستمرة

عرضت سوثبيز أيضًا عقارين مساء الجمعة؛ فيلا ضخمة في كاب فيرات على الساحل الفرنسي مُدرجة بسعر يفوق 40 مليون دولار لم تُطرف، بينما بيعت عقار في النمسا مقابل 20.1 مليون دولار تقريبًا بما يوازي تقديره.

قبل مزادات الجمعة، قال جوش بولان، المدير العالمي لقسم السلع الفاخرة في سوثبيز، لصحيفة ARTnews إن سوقَي السعودية والإمارات يختلفان بما يستلزم نهجًا مغايرًا لكل منهما. «وظيفة سوثبيز أن تكتشف الصيغة المناسبة، سواء عبر التعليم، المبيعات الخاصة، المعارض، الحوارات، أو المزادات»، قال بولان.

وبينما كانت المزادات الحدث الأبرز، عرضت الدار أيضًا 50 قطعة للبيع بشكل خاص تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 100 مليون دولار. كما أشار بولان، فإن المزادات العامة ظاهرة حديثة نسبيًا في المنطقة، ومن المعقول أن الدار ترى تفضيلًا لدى المشترين المحليين للشراء عبر القنوات الخاصة. ومع ذلك لم يفصح بولان عن حصيلة الدار من تلك الصفقات الخاصة.

“نحن هنا لننمي السوق، وهذا سيستغرق وقتًا”، قال بولان. “هذه بالتأكيد أكثر سلسلة مزادات فاخرة طموحة قامت بها سوثبيز من حيث البرمجة وتجربة الموقع.”

تزامن أسبوع الجامعين مع سباق جائزة أبوظبي الكبرى وقمة الشرق الأوسط وإفريقيا 2025، المقامة أيضًا في سانت ريجيس. توافدت آنذاك أعداد كبيرة من رجال الأعمال مرتديين شارات معقودة إلى أعناقهم ويتبادلون الأرقام، فبدت الأجواء أحيانًا أشبه بمؤتمر تجاري، لكن التقاء الفعاليات الثلاثة عزز من حالة الحيوية والإثارة.

يبدو أن أسبوع الجامعين يمثل مرحلة تالية في انخراط سوثبيز مع الإمارة. ففي العام الماضي استحوذت صندوق الثروة السيادية ADQ على حصة أقلية في الدار كجزء من ضخ رأس مال بقيمة مليار دولار. وفي أبريل نظمت سوثبيز معرضًا في أبوظبي بعنوان “ما وراء: أندر ماسات العالم”، عرضت فيه من بين أحجار أخرى ماسة “ديزرت روز” التي بيعت الأسبوع الماضي. وربما ساهم ذلك في تحفيز الطلب المحلي؛ إذ جاء نحو ربع مشترِيْ أمسية المزاد من الإمارات.

أفضت المبادرة إلى مكسب متبادل نادر: فسوذبيز تكسب قناة مباشرة إلى مصدر ثروة متنامٍ يسعى لاقتناء قطع نادرة وغالية الثمن، بينما تعزز أبوظبي مكانتها كإحدى العقد الثقافية المهمة في المنطقة.

يقرأ  رجل يحفر بحثًا عن دود الصيد... يعثر على ٢٠٬٠٠٠ عملة من العصور الوسطى

تعمل الإمارات منذ عقود على تنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط الى قطاع السياحة، وهو ما دفع أبوظبي لاستثمار مليارات الدولارات في تطوير مجموعة متقاربة من المتاحف الضخمة في جزيرة السعديات — على مقربة من سانت ريجيس. من بين المؤسسات المفتوحة أو المرتقب افتتاحها: متحف اللوفر أبوظبي، والمتحف الوطني للتاريخ، ومتحف زايد الوطني، ومتحف غوغنهايم أبوظبي.

وبينما سعت المعارض مثل “آرت دبي” و”أبوظبي آرت” — التي ستعاد تسميتها قريبًا لتصبح “فرايز أبوظبي” — إلى توسيع قاعدة الجامعين في الدولة، لا تزال هذه الجهود قيد التشكّل والعمل، بحسب تقارير صحفية. ويبدو أن جزءًا كبيرًا من الأموال المشتريّة للأعمال هناك ما زال مصدره قيادات الدولة أو مؤسسات ثقافية مدعومة من الجهات الرسمية. سجل بيع قياسي بقيمة 236 مليون دولار في نوفمبر لِـــ«بورتريه إليزابيث ليدِرِر» لغوستاف كليمت (1914–1916)، ونُقل عن كيني شاختِر من Artnet أن المشتري قد يكون الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رغم أن دار سوذبيز لم تُدِل بتعليق — وهو ما يتوافق مع الممارسة المتبعة، لكنّه قد يفسّر أيضاً لماذا كانت معرض الدار خلال أسبوع الجامعين، الموسوم بـ«Icons»، عرضاً غير مخصص للبيع. شمل المعرض لوحة آندي وارهول «تسع مارلين» (1962) وتمثالاً بلورياً من الحجر الجيري لأسدـة يعود إلى الألف الثالث–الألف الثاني قبل الميلاد. وفي خطوة غير مألوفة، وضعت اللوحات التعريفية بسخرية رقم كل عمل القياسي بالمزاد — 47.3 مليون دولار و57.1 مليون دولار على التوالي.

إيلي خوري، رجل أعمال وراعٍ فني مقيم في الإمارات ومُدرَج ضمن قائمة ARTnews لأفضل 200 جامع، قال لي إنه يفترض أنّ «سوذبيز ستكون المصدر الرئيسي للأعمال العظيمة للمتحفـات في ابوظبي».

زار المعرض نحو 4000 زائر خلال الأسبوع، وسألتُ كورتني كريمرز، مسؤولة المبيعات الخاصة لأمريكا في سوذبيز، عمّا إذا كان كشف سعر كل عمل ليس سوى استعراض. أجابت: «نريد تثقيف الجمهور حول سوق الفن، وهذه طريقة من طرق ذلك. قد يرى أحدهم بطاقة السعر 57.1 مليون دولار فيندفع لقراءة القصة الكاملة عن العمل».

يقرأ  المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: 13 ناجياً فقط من قارب انقلب قبالة سواحل ليبيا كان يقلّ 74 لاجئًا

في العام الماضي، تجاوزت مبيعات السلع الفاخرة المجمعة لدى سوذبيز 2 مليار دولار — وهو رقم بلغته الدار للعام الثالث على التوالي — وما مثّل نحو ثلث إجمالي مبيعات الدار البالغة 6 مليارات دولار في 2024. ووفقاً لسوذبيز، فإن هذه النتيجة تضاعفت ثلاث مرّات مقارنة بإجمالي الفئات الفاخرة عام 2019، وتبقى الأعلى في القطاع. كما نمت مبيعات السلع الفاخرة الخاصة بنسبة 350% مقارنة بالعام السابق، ومن المرجّح أن يرتفع هذا الرقم أكثر في 2025 بفضل 133 مليون دولار جُمعت الأسبوع الماضي.

عندما رَسَت المطرقة على قطعة «ديزرت روز» وسط تصفيق حاد يوم الجمعة، قال ستيوارت، الرئيس التنفيذي لسوذبيز، إنه يعتقد أن مبيعات السلع الفاخرة قد تتفوق يوماً ما على مبيعات الفن لدى الدار. لكنه شدّد أنه «لا يرى تَنافُساً بين الفخامة والفن».

وأضاف: «الحقيقة أن تراثنا وDNAنا وهويتنا متجذّرة جداً في الفن الجميل، لكن أحجام الأسواق القابلة للاستهداف عبر فئات الفخامة المختلفة، مثل السيارات والساعات والمشروبات الروحية والعقارات، أكبر بكثير من سوق الفن. لذلك، للإجابة على سؤالك، أعتقد أن مبيعات الفخامة تملك إمكانات لتتجاوز مبيعات الفن، لكنها تكمل بعضها البعض.» (ملاحظة صغيرة: كلمة الهويةي هنا مقصودة عن سهو).

بينما كانت السيارات الرياضية تُقاد أمام المنصة الواحدة تلو الأخرى — من فيراري تيستاروسا 1986 «مونوسبيكيو» إلى فورد جي تي 2006 — أخبرني أوليفر باركر، رئيس سوذبيز في أوروبا، بوجود اهتمام مؤسسي هائل بالفخامة في أبوظبي. ويبدو أن المتاحف ستصير من بين أهم زبائن الدار في الإمارات.

جُمعت من بيع السيارات ما مجموعه 79.3 مليون دولار. وقال دوتشيو لوبرستو، المدير الإداري لسوذبيز في الشرق الأوسط وأفريقيا، لمجلة ARTnews إن نتيجة يوم الجمعة «كانت أكبر عملية بيع متعددة الفئات من السلع الفاخرة تمّ تنفيذها على الإطلاق، وواحدة من أكبر مزادات السيارات المتعدّدة القطع في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا».

وختم لوبرستو بالقول: «رؤية أبوظبي لتصبح العاصمة العالمية للثقافة والفخامة وجمع الأعمال تتبلور الآن. هذه المزادات دليل واضح على تلك الحقيقة.» لم يصلني أي نصّ لترجمته وإعادة صياغته. هل يمكنك إرسال النص الذي تريد؟

أضف تعليق