في معرض أقيم في مومباي عام 2024 (كتبت له مقالة فهرسية)، استكشف سانجرام ماجومدار التباين بين الحضور الجسدي الظاهر وظلال الذاكرة، وكذلك الحالة المزدوجة للوعي التي تنشأ من الاضطرار المستمر لإعادة التوازن هنا وهناك. وُلد في الهند وانتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة وهو في الثالثة عشرة من عمره، ما جعله مدركًا بدقة لكونه لا يختزل إلى مكان واحد ولا يندمج كغريب تام في ثقافتين وتاريخين معقّدين. هذا الفضاء غير المستقر، الوسطي، هو ما يواصل استكشافه في ثلاث عشرة لوحة زيتية ورسم جداري واحد مؤرَّخ بعضها بين 2022 و2025، والمعروض في «نوم العقل» بصالة ناثالي كارغ.
طوال مسار عمله، كان ماجومدار — الذي أعرفه وأتابعه منذ زمن وضمّمته معرضًا قد قمت بتنظيمه سابقًا — رسّامًا مراقبًا ذي مدى شكلي واسع، يمتد من لوحات تمثيلية متقنة إلى صور تجريدية مستقاة من الملاحظة المباشرة. هذه الأعمال، المشكَّلة عبر طبقات وشظايا، تدعو إلى مشاهدة مطوّلة بينما تقاوم القراءة الحرفية، ففتور الشكل أو تشظيه يعكس حالةٍ داخلية من الهشاشة والرغبة في أن يُنظر إليه بدل أن تُسند إليه قراءات جاهزة.
يبني ماجومدار على العمل الذي عرضه عام 2024 ليقدّم قطعًا تشبه «تركيبًا» كثيفًا متألفًا من مصادر متباينة: صور مستمدة من شرائط لاصقة ملونة تعبر عن ارتباك الطفل الذي يتعلم المشي، وإيماءات مأخوذة من الفن الغربي والمينياتورات الفارسية والفن الشعبي الهندي ووسائط الإعلام الجماهيري. ومن خلال دراسة صور ومناظير من ثقافات وعصور متعددة، اكتشف تماسكًا في المعاني الموكولة إلى تعابير بعينها عبر ثقافات عدة، وفي المقابل عزل تعابيرٍ أخرى تُعد خاصة بمنطقة جغرافية أو تقليد معين، مثل الفن الهندوسي.
بجمعه بين صور كاملة وجزئية ومقاطع دهانية متباينة، ابتدع ماجومدار مساحاتٍ مكوّنة من طبقات ومشروخة توجد فيها شخصياته. تتجاوز أعماله أطرًا ثابتة لتشهد على تجارب مختلفة: تجريد، صور شبيهة بالكرتون، شخصيات، وزخارف زخرفية، وفي كثير من الأحيان تجتمع هذه العناصر داخل تركيبة واحدة. يبدو أن منهجه مدفوع برغبةٍ حازمة في للحفاظ على تماسكِ جوانب متعدّدة من هويته الهندية‑الأمريكية المزدوجة، مع إدراكه الصريح لصعوبة فصل الشخصي عن السياسي. هل يستطيع أن يعيش هويتين معًا؟ ماذا يعني ذلك فعلاً؟
«اللقاء» (2022)، الذي أنجزه ماجومدار ردًا على لوحة غوستاف كوربيه «اللقاء، أو بونجور مسيو كوربيه» (1854)، يتمحور حول رجلٍ ذا بشرةٍ بنية وصدْر عارٍ يرتدي شورتًا ورديًّا — وهو بورتريه ذاتي للفنان. تصور لوحة كوربيه لقاءً عرضيًا بين الفنان وكلبه بريتون وخادمه كلاس وصديقه وراعِه الأهم ألفريد بروياس. قبل عمل كوربيه المبتكر، كانت البورتريهات الجماعية في التقليد الأوروبي تتألف أساسًا من شخصيات تقف متصوّرة في غرفة؛ لم تكن هناك عفوية أو مرتجلات. عندما رأيت لوحة ماجومدار لأول مرة في 2023 فسرتها في ضوء عمل 1854 فقط، ثم أدركت لاحقًا ضيق ذلك الاطار وأن الموضوع لم يقتصر على الرعاية والوصاية كما كان لدى كوربيه.
في «اللقاء» يمد ماجومدار يده اليسرى إلى الأمام من صدره تقريبًا على مستوى القلب، فيلقيها شكل أصفر شِبه شفاف تجريدي بدا لي كقُفاز. هل ينبعث هذا الشكل من شخصية مركبة لا نستطيع تحديدها؟ يرسم الفنان نفسه في ملف جانبي، موجّهًا بصره نحو مساحة لا تُعرَف بين المشاهد والشخصية المركبة المجردة. عالقًا بين ثقافتين متباعدتين، لا يعرف أين ينظر أو ماذا يستوعب؛ فمه مفتوح، وقد بدا عليه الحيرة.
يريد ماجومدار أن يشعر المشاهدون ببعض تناقض موقفه بطرق تبدو مبتكرة. في «المتعاونون I» (2025) يصوّر امرأة في محيط يشبه الأدغال، محاطة بأوراق استوائية؛ ترتدي ما يشبه تنورة رمادية تصل إلى حافة اللوحة وبلوزة مزهّرة بالوردي والبنفسجي. هل هي واقفة أم راكعة؟ ما مدلول الإيماء بذراعيها المرفوعتين؟
ما يجذبني أكثر في اللوحة هو أن رأس المرأة أسود بالكامل، وقد رسم ماجومدار نقطة زرقاء صغيرة قرب مركزه. هل وجهها ملتف بعيدًا عنا كاشفًا عن شعرها الداكن؟ أم أنه دوماً مستتر؟ مسألة الرؤية، وما تعنيه، تتحوّل إلى جوهر اللوحة. وبنفس القدر من الغموض تظهر أزواج من العيون المنفصلة تراقبنا في «صوت خارجي» (2025). هل هي ودّية أم مهدِّدة؟ تبدو شاخصة في كل الاتجاهات، فعمّا تنظر حقًا؟ ماذا وكيف نرى نحن وما يرون هم، ولماذا يحدّقون؟
بينما يستقصي هويته من منظورات متعددة، ما الدروب التي يمكن لماجومدار أن يسلكها وما الآفاق التي لا يزال بإمكانه استكشافها؟ هذه الأسئلة تقع في صميم مشروعه الطموح.
يستمرر عرض «نوم العقل» في صالة ناثالي كارغ (127 شارع إليزابيث، لوور إيست سايد، مانهاتن) حتى 6 أكتوبر. نظمته المعررض.