المعروفة بأعمالها الخادعة البصرية من السيراميك التي تُعيد تشكيل مؤن المطبخ والحياة المنزلية، تغوص الفنانة ستيفاني شِيه أعمق في ثقافة المواد عبر تحويل العناصر الغذائية واليومية إلى قطع ذات دلالات اجتماعية وتاريخية. في معرضَين جديدين، تتّجه شِيه نحو فن الموزاييك إذ تُغرس شظايا زجاجية وفخارية صغيرة داخل تراكيب حية تُفكِّك مفاهيم الإنتاج والعمل.
في عرضها المعماري بمركز جون مايكل كوهلر للفنون في شيبويغان بولاية ويسكونسن، تستلهم شِيه تقاليد الكهوف الحديدية في الغرب الأوسط عبر هيكل على هيئة باغودة. يكسو الواجهة أوانٍ بورسلين مكسورة، وأحجار مصقولة، وشظايا خزفية جُمعت من قرية صيد صينية على خليج مونيتري، فيما يُزيّن السطح مئات القطع الصغيرة والتماثيل المساهمة من الجمهور، فاتحة بذلك حوارًا بصريًا بين الذاكرة الجماعية والفضاء الحضري.
عنوان النحت الستِّي الطوابق “مبنى الألعاب (1915–1939)” يعيد قراءة موقع تاريخي في وسط مدينة ميلووكي كان يملكه مهاجر صيني واستضاف بالزمن ذاته قاعات للرقص ومطاعم وكيانات تجارية متنوعة. عمل شِيه هنا لوحة مجمّعة للمهاجرين الصينيين في الشتات، تجمع بين عناصر أثرية وقديمة ومعاصرة لتكوّن شبكة بصرية تعبر عن التقاطع بين العادي والمقدس.
في معرضها الفردي “اليد الخفية” الّذي يفتتح هذا الأسبوع في غاليري SOCO بشارلوت، تواصل شِيه تجربة الموزاييك بمقاربة إعلانية قديمة. العمل الواسع المُروِّج للمنتجات المصوَّر بزجاج ملون وملاط إسمنتي على ألمنيوم، “خوخ كارولينا برايد”، يصوّر امرأة منبهرة بالثمر الناضج، ليحوّل إعلانًا تسويقيًا إلى تعليق على الاستهلاك والمنتَج الجذّاب بعد حصاده بجهدٍ غالبًا ما يظل مجهولاً.
يُقرن المعرض بين هذا الأسلوب الإشهاري القديم ومجموعة من أعمال السيراميك التي تستنسخ بضائع متداولة في أسواق البقالة: عبوات عصير Tropicana، مربى Smucker’s، وبقايا ماكدونالدز أو علبة مِن سلسلة مطاعم مثل Kentucky Fried Chicken — عناصر يومية تبدو عادية لكنها تسائل قضايا أعمق: من يقف خلف سبل الراحة والغذاء التي نعوّل عليها؟
في وقت تزداد فيه النقاشات حول الهجرة والعمل، تعكس أعمال شِيه التاريخ الطويل لسياسات الولايات المتحدة التي استهدفت العمال الأساسيين. تستحضر الفنانة قانون استبعاد الصينيين لعام 1882 الذي حظر الهجرة الصينية لعقدٍ من الزمن واستهدف عمليًا العمال ذوي الأجور المنخفضة، مشيرةً إلى أن هذا التشريع مهّد لأنماط أوسع من استغلال العمل المبني على التقسيم العرقي، والتي لا تزال تُشكّل سياسات الهجرة والعمل حتى اليوم.
معرض “اليد الخفية” يقام من 18 سبتمبر إلى 8 نوفمبر في شارلوت. أما “مبنى الألعاب (1915–1939)” فهو جزء من عرض “تجربة جميلة: تقليد كهوف الغرب الأوسط” في شيبويغان ويُعرض حتى 10 مايو 2026. للاطلاع على مزيد من أعمال الفنانة، زوروا موقعها الإلكتروني وحسابها على إنستغرام.