غلّق غاليري “هاي آرت” في باريس مساحته الفعلية بعد 12 عاماً من العمل. عُرضت آخرى معارضه حتى يوليو، ثم أُغلقت أبوابه.
قال الغاليري في منشور على إنستغرام يوم الجمعة: «ندخل فصلاً جديداً؛ سنُعيد هيكلة عملنا وننتقل نحو تعاونات، عروض خارجية وأعمال فنية فردية». وأضاف: «كيف سيأخذ هذا الشكل خلال السنوات القادمة لم يتحدد بعد، لكننا نظلّ متحمّسين متحمّسين بشأن مستقبل الفن المعاصر وأهميته المستمرة».
تأسّس الغاليري على يد رومان شينيه، جيسون هوانغ، وفيليب جوبّان عام 2013، وسرعان ما صار واحداً من أصغر المعارض الباريسية الأكثر متابعة. ميّز برنامجه ميله إلى احتضان فنّ يتسم بالتحدّي وغالباً ما يلامس الحدود الغريبة. ومرّ عبره عدد من الفنانين الذين نالا شهرة لاحقة.
عرض الغاليري أول معرض منفرد لريتشيل روز في 2014؛ عُرفت روز بأعمالها الفيديوية التي تتناول تغيّر المناخ واستكشاف الفضاء، ثم أقامت معارض بارزة في سيربنتين بلندن ومتحف ويتني في نيويورك في العام الذي تلاه. أُقيم لأحد أوائل معارض مات كوبسون المنفردة لدى “هاي آرت” في 2017؛ وهو الفنان المعروف بتكويناته الضوئية ويعمل اليوم على إخراج فيلم روائي طويل سيُوزّع عن طريق Mubi.
قدّم الغاليري لوكي بُل لوحاتها التجريدية في 2019، فكان “هاي آرت” أول من عرض أعمالها دولياً؛ وتباع لوحاتها الآن بانتظام في المزادات بمبالغ ذات ستة أرقام أو أكثر. كما قدّم جولين كروزيه عرضه الفردي الأول في 2019؛ نُوِّه إليه ضمن مرشّحي جائزة مارسيل دوشامب في 2021، ومثل فرنسا في بينالي البندقية 2024.
استضاف “هاي آرت” أيضاً عروضاً لعدد كبير من الفنانين البارزين من أمثال فريدا تورانزو ييغر، مكس هوبر شنايدر، براشا إل. إتينغر، دينا ياغو، مريم حسيني، وميلاني ماترانغا. وقد كتبت منصة Artsy في 2018 أن برنامج الغاليري ساهم بعودة حيويّة لمشهد المعارض في باريس.
لم تكن نشأة الغاليري متكلفة؛ كما أخبر هوانغ منصة Artsy، «لم يكن لدينا داعمون، لم يكن لدينا شيء، جمعنا المال معاً وافتتحنا غاليري صغيراً». انطلق المعرض في حيّ بلفيل، الذي عُرف حينها باستضافة مشهد ناشئ من المساحات الفنية الشابة، ثم انتقل لاحقاً إلى حيِّ بيغال. وفي 2020 افتتح فرعاً في أرلس داخل كنيسة من القرن الثاني عشر.
كبر الغاليري تدريجياً ليصبح متكرّراً في دورات من المعارض الراقية مثل آرت بازل وفرايز، لكنه ليس الحالة الوحيدة؛ فقد شهد العام الماضي إقفال عدد من الغاليري الأخرى حول العالم بمختلف أحجامها. من بينها بلوم، كليرينغ، سبرون ويست ووتر، وغاليري فرانتشيسكا بيا. تنوّعت أسباب الإغلاق، لكن كل حالة أضافت بدورها إلى المخاوف بشأن حالة سوق الفن الهشّة.
لم يوضح “هاي آرت” أسباب الإغلاق في منشوره على إنستغرام، الذي اكتفى بالقول إن الغاليري سَينتقل «نحو التعاونات، العروض الخارجية والأعمال الفردية»، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول مسار هذا الانتقال.
كتب الغاليري أيضاً: «تأسّس “هاي آرت” في 2013 برغبة في جمع أصوات متميّزة — قادرة على تحريك الأطر التي يُرى ويفهم من خلالها الفن المعاصر. منذ ذاك الحين كان هدفنا توفير مساحة للفنانين تجمع بين الدعم والإمكانيّة، مستكشفين أساليب تجارة الفن الراسخة ومستجيبين لحقل ممتدّ باستمرار. هذا الروح يبقى معنا ونحن نرحّب بما هو قادم.»