صورة رجل مستعبد تكشف زيف سنواتٍ من الأكاذيب

لِعقود، ظلت حقيقة حياة فريدريك بيكر تحت وطأة العبودية مغطّاة بتأريخ مبيض روّج له مؤرّخو قصر لونجوود في ناتشيز، ميسسيبي. لكن بحوثاً حديثة على لوحة نادرة تعود لمرحلة ما قبل التحرّر، ظلت معروضة في ذلك المتحف التاريخي لسنوات، كشفت عن قصة بيكر ونسفت روايات زائفة طالت سمعة ملاكه البيض.

اللوحة الزيتية من القرن التاسع عشر بعنوان «بورتريه فريدريك» (حوالي 1840)، المنسوبة إلى الفنان سي. آر. باركر، تُعدّ إحدى لوحتين معروفتين تُجسّدان أشخاصاً مُستعبدِين في الولاية. اشتُريت اللوحة بشراكة بين متحف كريستال بريدجز ومتحف فنون ميسيسيبي، الذي يملك أيضاً لوحة «بورتريه ديليا» (حوالي 1840–1849) لجيمس ريد لامبدين. وتمّ اقتناء العمل في أبريل عبر دار مزادات نيل في نيو أورليانز مقابل 508,750 دولاراً.

قبل البيع، كُلِّفت المؤرِّخة والكاتبة المقيمة في لويزيانا كاتي مورلاس شانون بالتحقّق من هوية الرجل المصوَّر؛ وكانت قد عملت سابقاً مع جامع الأعمال الفنية جيريمي ك. سيمين لكشف هوية بيليزاير، غلام أسود في الخامسة عشرة من عمره جرى طمسه لاحقاً داخل بورتريه لمالكيه. بين يناير ومارس من العام الجاري، غاصت مورلاس شانون في رسائل قديمة ووثائق أسرية ومذكّرات المزارع وجرائد وسجلات حكومية لتبني خطّاً زمنياً متكاملاً لحياة بيكر. تكشف نتائج بحثها عن مدى العنف والقسوة والظروف المعيشة اللاإنسانية والعمل الشاق الذي عانى منه هو وأسرته طيلة فترات استعبادهم، وتهدِّم بذلك سرديات طويلة مورّخة من قبل لونجوود منذ أن تولّى نادي الحج (Pilgrimage Garden Club) ملكية المكان عام 1970.

يرتبط النادي، الذي يُقدّم جولات سنوية في بيوت تاريخية أخرى ذات صلة بالعبودية، بانتقادات متواصلة لتجميله صورة الكونفدرالية ومحو العنف المرتبط بالاستعباد. يصف موقعه الإلكتروني لونجوود بأنّه «أكبر بيت مثمن في أمريكا» ونُقِلَت عنه الرواية بأن البناء تُرك جزئياً غير مكتمل بسبب الحرب الأهلية؛ لكنه لا يذكر تاريخ الموقع المرتبط بالاستعباد، بل يروّج لجولة توصِل الزوار إلى «التعرّف على التاريخ الآسر للمؤسّس الأصلي وعائلته».

يقرأ  صور مذهلة حائزة على جوائز من مسابقة «مصور الطيور للعام ٢٠٢٥» — «التصميم الذي تثق به» — تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

في مقال مرفق بعملية المزاد، أشارت مورلاس شانون إلى الادعاءات التي روّج لها المرشدان وموظفو الجولات في لونجوود، والتي تُصوّر المالك السابق هالر نات—ملاّك مسيء السمعة في لويزيانا وميسيسيبي في أوج ثرائه—كإنسانٍ رحيم أفرج عن بيكر لاحقاً. «كان الدكتور نات رجلاً متزنَ السلوك يتعامل بجدّية مع واجباته والتزاماتَه، وكان يشعر بقلق عميق على نحو 800 عبدٍ كانوا يعملون في مزارعه ويعتنون بمنازل العائلة»، كتب ويليام ويتويل، أستاذ تاريخ الفن والعمارة، في كتابه The Heritage of Longwood الصادر عام 2009.

كما عرض النادي تصويراً مشوّهاً لبيكر باعتباره «الصديق الخاضع لمولاه» وخادم البيت المخلص، حسبما كتبت مورلاس شانون؛ ووصفه ويتويل بـ«الخادم الطويل الأمد المسنّ الذي استمرّ في رعاية أرملة نات وأطفالها بعد وفاة السيد». «أصبح فريدريك [بيكر] مادة أسطورية في خدمة مبرّري الكونفدرالية والسياح»، تضيف مورلاس شانون في مقالها.

من غير الواضح تماماً لماذا كلّف النّوتس برسم بورتريه بيكر، الذي تَقدّر مورلاس شانون أنّه رُسم خلال ثلاثينيات أو أوائل أربعينيات القرن التاسع عشر في مزرعة لوريل هيل بولاية ميسيسيبي. كان الفنان صديقاً لعائلة نات وقد رسم سابقاً صوراً لجورج واشنطن وماركيز دي لافييت لهيئة تشريع ولاية لويزيانا.

تصف مورلاس شانون كيف أن العمل—الذي يظهر بيكر كموضوع وحيد—يبث شعوراً زائفاً بالاستقلالية، مع أن الواقع يشير إلى أنّه لم يكن يملك حرية الموافقة على تصويره. ولذا، خدم العمل كـ«وسيلة إضافية لتشييئ فريدريك». تضيف مورلاس شانون: «لم تمتلك أسرة فريدريك أبداً لوحة أو صورة فوتوغرافية تسمح لهم بتذكّر والدهم وجدّهم. حتى بعد نيلهم الحرية، ظلّ أولئك الذين كانوا يملكون فريدريك في حياته يملكون صورته بعد موته».

وبالمثل، بقيت لوحة «بورتريه ديليا» في حوزة مُستعبديها لأجيال حتى استحوذ عليها متحف فنون ميسيسيبي عام 2018. تصور اللوحة خادمة منزل في مزرعة ماونت ريبوز قرب ناتشيز، وكان المزارع مملوكاً لويليام بيزلاند؛ والفنان الذي كان صلة قرابة بالبيزلاند عبر الزواج، قد رسم أيضاً صور رؤساء مثل زاكاري تايلور وويليام هنري هاريسون. وإلى جانب هذه المعلومات القليلة، لا يمتلك المتحف سجلاً تاريخياً وافياً عن مسار اللوحة.

يقرأ  عمال التوصيل في واشنطن العاصمة: مختبئون من مصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية

تُعرض حالياً «بورتريه فريدريك» في متحف فنون ميسيسيبي ضمن المعرض المؤقّت Figments حتى الأول من ديسمبر، وهو معرض يستكشف المواقع المتوترة تاريخياً للمواضيع السود في الفن البصري. في مايو 2026 ستسافر اللوحة إلى كريستال بريدجز لمدة عام، ثم تتناوب بين المتحفين وفقاً لعقود تستمر ثلاث سنوات.

أضف تعليق