صيحات استهجان في متحف اللوفر ضد مديره — المتحف مغلق حتى الأربعاء

المتحف مُغلق اليوم بعد سرقة مجموعة من الجواهر الثمينة يوم الأحد، ومن غير المتوقع إعادة فتحه قبل يوم الأربعاء، وفق ما أفادت به صفحة المؤسسة الرسمية على الإنترنت وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي. التذاكر المحجوزة مسبقاً ستُسترد قيمتها بالكامل.

نفت إدارة المتحف تقارير صحفية زعمت أن المتحف أعيد فتحه لفترة قصيرة ثم أُغلق قسرياً بسبب إضراب مفاجئ. وقال متحدث باسم اللوفر إن ما جرى هو استدعاء طاقم العمل لحضور اجتماع في الصالة الكبرى لمناقشة السرقة، وإن الأخبار التي ربطت الإقفال بإضراب عناصر الأمن غير دقيقة. وأضاف أن المتحف من المفترض أن يفتح كالمعتاد يوم الأربعاء، إذ إنه مغلق تقليدياً يوم الثلاثاء، على أن تُبرمَن التفاصيل صباح الأربعاء.

لم تمر جلسة الاجتماع بسلاسة: فقد أفادت تقارير أن المدير العامة لورانس دي كارز واجهت تصفيقاً صافراً من بعض الموظفين عندما حاولت إلقاء كلمة، ما يعكس توتراً متفاقماً داخل أروقة المؤسسة.

وليس الاحتقان العامل وليد اللحظة؛ فقد اضطر اللوفر إلى الإقفال في يونيو بعد أن أعلن عمال القاعات وموظفو التذاكر وعناصر الأمن إضراباً احتجاجاً على نقص الأيدي العاملة وتردي شروط السلامة، ما أسفر عن ظروف عمل اعتُبرت «غير قابلة للاستمرار»، بحسب تقارير سابقة لوكالات أنباء.

كتب نائب عمدة باريس دافيد بيليارد على حسابه أن السرقة وقعت «بعد أشهر قليلة من تحذيرات موظفي المتحف من ثغرات أمنية». وتساءل مستنكراً عن سبب تجاهل إدارة المتحف ووزارة الثقافة لتلك التحذيرات.

من أبرز الشكاوى التي ظهرت في يونيو أن تخفيضات الوظائف أضعفت قدرات الحماية، بينما شهدت أعداد الزوار ارتفاعاً ملحوظاً. وأخبر مصدر نقابي وكالة الأنباء أن المتحف خفّض نحو 200 وظيفة دائمة خلال خمسة عشر عاماً، من أصل ما يقارب 2000 وظيفة إجمالية، مما أثر سلباً على المراقبة الفيزيائية والأمنية.

يقرأ  آلاف يحتشدون في برلين بتظاهرةٍ ضخمة احتجاجًا على حرب غزة

قال ممثل نقابي آخر إن «لا بديل عن المراقبة الحسية»، ووجه الاتحاد SUD في بيان مشابه انتقاداً لسياسة تقليص مناصب الأمن بالمتحف. وأكد إيفان نافارو، من نقابة CGT اليسارية، في تصريح إذاعي أن «المقتنيات ليست في مأمن، ولا الموظفون أيضاً».

تقرير رسمي أُعد قبل السرقة وصف أنظمة الأمن بالمتحف بأنها قديمة وغير كافية، لا سيما من حيث الكاميرات والمراقبة الإلكترونية؛ وذكر التقرير أن عمليات تحديث التجهيزات طُوّطأت مراراً ولم تتعدَّ التنفيذ في القاعات التي خضعت للتجديد فقط، بينما أدى تزايد عدد الزوار إلى تسريع تقادم المعدات.

رداً على الحادثة، أعلنت وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن كاميرات مراقبة جديدة ستُركّب، وأن مبلغ 160 مليون يورو كان مخصصاً سابقاً لتحديث نظم الأمن في إطار خطة أوسع أطلقها الرئيس ماكرون لمدة عقد. ومع ذلك، لم يُدلِ اللوفر بأي تعليق إضافي حتى لحظة إعداد هذه النشرة.

مقالات ذات صلة

على الغالب سيبقى النقاش محتدماً حول مسؤوليات الإدارة والوزارة في حماية التراث وضمان ظروف عمل لائقة للعاملين، خصوصاً إذا تكررت مثل هذه الحوادث.

أضف تعليق