لي سونغسونغ — سلسلة “لوحات التاريخ”
الفنان الصيني لي سونغسونغ بنى ممارسته الفنية طويلاً على “ترجمة” الصور الأرشيفية، سواء كانت صورة شخصية منشورة في صحيفة أو لقطة ثابتة من فيلم. يشغل اهتمامه بشكل عام كيف تتحول الذكريات مع الزمن، وكيف يتلاشى وضوح التفاصيل عندما نسترجع لحظات بعيدة في الماضي.
في مشروعه الجديد المعنون “لوحات التاريخ” يتبع لي نهجاً تقنياً مشابهاً، لكنه يتجه هنا إلى التجريد بدلاً من تفسير مشهد معين. طبقات كثيفة من الطلاء الزيتي بتقنية الإمباستو تغطي القماش الكبير، فتكوّن ضجيجاً من اللون والملمس يبدو وكأنه يرتفع باتجاه الأعلى بينما يجذب العين نزولاً في نفس الوقت. زيارة استوديو مصوّرة أظهرت أنّ الفنان يعمل من الأعلى إلى الأسفل، مضيفاً علامة سميكة فوق أخرى في شبكة من الضربات اللونية.
بدلاً من الرجوع إلى مصدر بصري محدد، تعكس “لوحات التاريخ” علاقة لي بالمادة نفسها وبإمكانيات الطلاء، رغم أنّ من الصعب تجاهل محاولات إيجاد معانٍ داخل التكوين: قد تذكّر التلال المكدسة من الطلاء بأجساد ملتفة تتجه نحو وجهة مجهولة، ظهرها مُتّجه إلى المشاهد. بالنسبة إلى لي، هذه الضربات الفرشاتية، ورغم تجريدها، تحتفظ بحسّ الفعل والاستقلالية؛ هو يصفها بأنها “فاعلة وفريدة” حتى وهي تُغطّى وتتغطّى مراراً.
القطع المختارة (أمثلة):
– “التاريخ السابع: سنة الأفعى” (2025)، زيت على قماش، 120 × 120 سم
– “التاريخ التاسع: الرحمة” (2025)، زيت على قماش، 120 × 120 سم
– “التاريخ الرابع: التضحية” (2025)، زيت على قماش، 120 × 120 سم
– “الثورة” (2025)، زيت على قماش، 210 × 210 سم
تمثّل غاليري بيس الفنان، وتوضح أنّ هذه السلسلة تركز أكثر على علاقته بالوسط المادي للطلاء منها على مصدر بصري محدد. يمكن مشاهدة “لوحات التاريخ” في نيويورك حتى 20 ديسمبر؛ العمل يترك انطباعاً متضادّاً بين الكثافة الحسية والانفتاح التأويلي.
هل تهمّك مثل هذه القصص الفنية؟ كن عضواً في “كولوسال” لدعم النشر الفني المستقل والحفاظ على مساحة للحوار والاطلاع على الأعمال والميزات الحصرية.