عدسة على درَّاجتين رسالة حبّ من المصوّر ريكي آدم إلى ليدز

قبل عقدين، غيّر المصوّر ريكي آدم التلال المتموجة في أيرلندا الشمالية بأرصفة المنازل الطوبية في قلب مدينة ليدز. وهو يستكشف هذا الفضاء الجديد على دراجته، كان يحتفظ بكاميرته إلى جانبه خلال التنقل. والآن جمع أفضل هذه اللقطات في عمل واحد أنيق.

صدَر كتاب ريكي الجديد «Back-to-Back» عن دار Audit/This is Ours بدعم من British Culture Archive، ويضم سلسلة صور التُقطت بين 2006 و2024. الطبعة المجلدة ذات 144 صفحة تلتقط إيقاع الحياة اليومية في المدينة الواقعة في يوركشاير: من القطط الشاردة ذات العين الواحدة إلى الأطفال الذين يلعبون في الأزقّة الخلفية؛ من حبال الغسيل إلى حمائم الشوارع الحاضرة دوماً، التي يصفها ريكي بأنها «الأبطال الحقيقيون في شوارع المدينة الداخلية».

غير أن هذا الكتاب لم يكن مشروعاً وضع له خريطة منذ أوائل الألفية. «لم أضع على نفسي أي ضغط لأعتبره “مشروعاً”،» يقول ريكي. «حصل الأمر بشكل عضوي مع مرور الوقت. فتره طويلة كما يبدو. كنت أخرج على دراجتي لأدور، فقط لأخرج من البيت—شيء أمارسه منذ الطفولة—وألتقط هنا وهناك بعض الصور.»

«ومع تقدم السنوات،» يضيف، «تحولت المئات ثم الآلاف من الصور إلى مادة شعرت أنني قادر على تشكيلها في كتاب. كما قال جاك كيرووأك: “شيء تشعر به سيجد شكله الخاص.”»

جذب التراسات

حين وصل ريكي إلى ليدز في عام 2003، فاجأه منظر المدينة على الفور. «ذكّرني بصور رأيتها لمصورين مثل شيرلي بيكر وتوم وود،» يتذكر. «تصوير وثائقي اجتماعي كلاسيكي التقط في شمال إنجلترا خلال ستينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي. والآن، عندما فتحت باب بيتي، وجدته هناك—كنت جزءاً منه.»

بيوت التراسات المتلاصقة التي تحيط بليدز «كأنها دونات عملاقة من الطوب الأحمر» صارت موضوعه، تقريباً بالصدفة. «تلك الشوارع الصغيرة ذات الطوب الأحمر كانت جذّابة بصرياً بشكل لا يُقاوم،» يقول وهو متحمس. وإيقاع الدراجة كان مثالياً لأسلوبه المراقب.

يقرأ  حماس «قتلة»سررت بعودة الرهائن إلى ديارهم

«الدوس على الدواسات هو الوتيرة المثالية لرؤية العالم،» يتأمل. «ومن المدهش كم يمكنك أن تغطي من مساحة على دراجة. هذا ما مكّنني من استكشاف مناطق لم أكن لأصل إليها سيراً على الأقدام. كنت أستطيع أن أرسم دائرة حول المدينة في ساعتين إلى ثلاث ساعات، وهو ما لا يمكن فعله عملياً سيراً.»

هذه المرونة أثرّت أيضاً على اختياراته الجمالية. «كثير من الصور التُقطت وأنا أتنقل على الدراجة وأرفع الكاميرا بسرعة، وهذا بدوره جعل بعض التكوينات تميل إلى عدم التماثل،» يلاحظ. «لكنني أحب هذه الجمالية الملتوية.»

لحظات عفوية وروابط مجتمعية

الغالبية العظمى من لقطات الكتاب عفوية، رغم أن ريكي أدرج بعض بورتريهات للأصدقاء والجيران. «مثلاً، هناك صورة لجاري ستيف وهو يحمل نمساً،» يكشف. «دائماً أحرص على طباعة نسخة لأي شخص ألتقط له صورة.»

مع مرور الوقت، ساهم المشروع أيضاً في ترسيخ موقعه داخل المجتمع الذي كان يوثقه—ولأن الصور كانت تُعرض وتُقدَّم، تحولت العلاقات العابرة إلى روابط مع الناس الذين عاشوا أمام عدسته.

أضف تعليق