عندما تصبح السينما أكثر ذكاءً عاطفيًا — ماذا يتغير؟

الفيلم أخيراً يفتح باب إحدى أكثر الروايات هدوءًا وإلحاحًا في عصرنا، من خلال الغوص في الحياة الداخلية للرجال؛ ليس في المشاهد الصاخبة كالاعتداء والتبجح والغرور، بل في الخزي الصامت المتربص تحت السطح.

من أعمال مثل Adolescence وAftersun إلى Close وThe Last of Us، ابتدأ السينما المعاصر ينير مراحل الصبا والرجولة بعدسة عاطفية أكثر حساسية. فيلم قصير جديد بعنوان Losing It — كتبته وأنتجته شركة Uncommon — يضيف صوته إلى هذا التحول الثقافي، ويعكس تابو لا يزال 61% من الرجال يعتبرونه محرجًا جدًا للطرح.

تتقاطع محاور العمل حول القيمة والهشاشة والرمز العاطفي الخفي الذي يُعلَّم الرجال أن يعيشوا بمقتضاه؛ أردنا أن نتقصى الآثار الواقعية والعميقة لهذا التعليم.

تفيض منصات التواصل الاجتماعي بمؤثرين رجوليين مبالغ في قوتهم ومظهرهم، مما يعيد إنتاج قواعد قديمة. هذا، إلى جانب اعتقاد 45% من رجال الجيل زد أن النسوية تمارس تمييزًا ضدهم، وكون الأولاد أكثر عرضة للحرمان من المدرسة بثلاث مرات مقارنة بالفتيات، يشكل وصفة متفجرة.

القضية تتجاوز الأجيال الشابة أيضًا: واحد من كل عشرة رجال يفضّل أن يبوح بعلاقة غرامية عوضًا عن الاعتراف بتساقط شعره. ما يبدو أحيانًا صمودًا هو في الغالب صمت غير مريح مُعلَّم ومُعزَّز ومتوقع.

نشاهد على الشاشة تفكيك مفهوم الذكورة في زمنه الحقيقي، وأفلام مثل Losing It ليست مجرد جزء من النقاش؛ إنها تساهم في تشكّله. هي في الواقع تساعد على خلق مساحه للحوار، لأنه عندما نتوقف عن الضحك على الرجال ونبدأ الضحك معهم، يحدث تغيير — يبدأون في الكلام.

ومن الأهمية بمكان: حين يبدأ الرجال في الكلام… عن تساقط الشعر، عن الصحة النفسية، عن الانكسار العاطفي، وعن أي شئ طُلب منهم إخفاؤه — تتغير الثقافة. كما يبرهن عملنا السينمائي الأخير، يمكن أن تبدأ هذه التحولات في الظلام، أمام شاشة، مع قصة ترفض أن تنظر بعيدًا.

يقرأ  أكثر من مجرد رسالة قوة التواصل الأسري الاستباقي

كان هدفنا الدائم في تعاوننا المتنامي مع عالم الترفيه في Uncommon أن ننتج أعمالًا تضيء محاور حوارية مهمة. من أفلام قصيرة مثل Losing It إلى درمتنا القادمة The Thing with Feathers (الفيلم الروائي الثاني الذي تولّينا فيه الإنتاج التنفيذي، والذي يستكشف تعقيدات الحزن)، نسعى لمساءلة موضوعات تثير النقاش وتلهم التغيير. مشاريع من هذا النوع هي مجرد بداية لما نطمح إليه، ونأمل أن نستمر في توسيع حضور الاستوديو في هذا المضمار.

إذا كان مستقبل السرد يكمن في جعل الممنوع والمسكوت عنه قابلاً للقول، فـLosing It علامة تشير إلى وجهتنا. نطمح أن نكون شريكين في صناعة سينما أكثر جرأة وذكاء عاطفي، تُلاقي الجمهور حيث هو وفي الوقت نفسه تدفعه نحو مكان أفضل.

أضف تعليق