أعلن أنّ إدارة ممتلكات الفنان روبرت كوليسكوت ستتولاها رسميًا غالستون غاليري، التي تخطط لتنظيم أول معرض فردي له في العام المقبل، كما ستعرض أعماله في دورة آرت بازل ميامي بيتش المقبلة الشهر القادم.
توفي كوليسكوت عام 2009، ويُعدّ من أبرز الفنانين الأمريكيين في القرن العشرين. تميّزت لوحاته الضخمة بنبرة هجائية لاذعة توجه نقدًا قاسيًا للتاريخ الأمريكي وتاريخ الفن على حدّ سواء.
من أشهر أعماله لوحة “عبور جورج واشنطن كارفر لنهر ديلاوير: صفحة من كتاب دراسي في التاريخ الأمريكي” (1975)، التي تحوّل فيها جورج واشنطن ورفاقه إلى شخصيات سوداء، بعضها صُوّر على نحو مستند إلى صور نمطية عنصرية. ما زالت تلك اللوحة تثير الجدل: فقد وُجهت لها الانتقادات منذ زمانها، وكان قصده منها تسليط الضوء ليس فقط على استبعاد السود من السجلين التاريخي والتصويري، بل أيضًا على الطريقة التي يُقدَّمون بها أحيانًا ككاريكاتير.
مثل الولايات المتحدة في بينالي البندقية عام 1997، ليصبح أوّل فنان أسود يمثّل البلاد هناك. خضع لعرض تقويم شامل متجول عام 1987 بدأه متحف سان خوسيه للفنون في كاليفورنيا، وفي 2019 شاركت لووري ستوكس سيمز في تنسيق أول معرض استعادي ما بعد الوفاة افتتح في المركز المعاصر للفنون في سينسيناتي بولاية أوهايو. كما سيُفتتح له معرض استعادي آخر في ديسمبر بمتحف تاكوما للفنون إحياءً لمئوية ميلاده.
قال شريك غالستون الأول ماكس فالكينشتين لـ ARTnews: “أعماله تتناغم مع عدد كبير من الفنانين المهمين في برنامجنا، وشعرنا أنها مناسبة طبيعية للغاية. لم تتردّد غالستون يومًا في عرض فن يستكشف الهوية والسياسة، وكوليسكوت يمثل الأساس لذلك لكثير من الفنانين المعاصرين اليوم.”
أوضح فالكينشتاين، الذي وصف نفسه بأنّه من معجبي كوليسكوت، أن المعرض كان مهتمًا منذ وقت طويل بتمثيل أعماله، غير أنّه بعد لقاء تمّ قبل بضعة أشهر مع الأسرة تبلور الشراكة. كانت إدارة الممتلكات تبحث عن ممثل جديد بعد أن أغلقت صالة العرض التي تعاونت معها لسنوات، بلوم، أبوابها خلال الصيف بعدما كانت قد عرضت أعمال كوليسكوت في 2018. وعلّق فالكينشتاين أنّ الحوار بين الجانبين تطوّر بصورة طبيعية.
قالت الأسرة في رسالة إلكترونية إلى ARTnews إن اختيار ممثل المعرض ارتكز على مصلحة الحفاظ على إرث كوليسكوت وتطويره. وأضافت: “منذ أول حديث لنا مع شركاء غالستون بدا واضحًا أن حماسهم ومهنيتهم والتزامهم المشترك ببناء الإرث يتوافق بسلاسة مع رؤيتنا. خلال وقتنا معًا عبّروا عن كثير من الأهداف والطموحات نفسها التي قادتنا لسنوات. تمثّل شراكتنا مع غالدستون تلاقٍ فطري وفكري — لقاء حقيقي للقيم والرؤية والتفان.”
بيع عمل “عبور جورج واشنطن كارفر لنهر ديلاوير” في مزاد سوتبيز بنيويورك عام 2021 مقابل 15.3 مليون دولار، محطمًا رقمًا قياسيًا سابقًا للفنان بلغ 912,500 دولار في 2018. تقع هذه اللوحة الآن ضمن مقتنيات متحف لوكاس للفن السردي المرتقب في لوس أنجلوس.
ورغم أن هذا السعر قد يبدو استثناءً، وصف فالكينشتاين سوق كوليسكوت بأنه “قوي، لكن لا تزال هناك العديد من فرص النمو والتطور. نتطلع لدعمه في كل جوانب مسيرته التي امتدت خمسين سنة. نحن متحمّسون للبدء.”