غلين لواري، المدير المستقيل لمتحف الفن المعاصر (موما) في نيويورك، كشف في لقاء صحفي هذا الأسبوع أنه سيتولى دور مستشار لِبينالي الفنون الإسلامية في السعودية.
لواري، الذي علن قراره مغادرة موما في سبتمبر الماضي، سيخلفه هذا الخريف القيّم المخضرم على المطبوعات والرسومات كريستوف شيريكس. وفي حلقة من بودكاست “عالم الفن: ماذا لو…؟!” الذي تقدمه شارلوت بيرنز، روى لواري نواياه لملء وقته بتقديم المشورة لِبينالي الفنون الإسلامية المقام في مدينة جدة، إضافة إلى متحف كيران نادر للفنون في دلهي.
“أنا مهتم جداً بالشرق الأوسط”، قال لواري لبيرنز. “هذه منطقة بدأت فيها مساري المهني، وأنا مفتون بما يجري هناك، خاصة في المنطقة الخليجية، لكن ليس مقصوراً على الخليج فحسب.” وأضاف لاحقًا ان “الكثافة السكانية أقل، لكن عندما تفكر في النشاط الثقافي المثير، فهناك قدر هائل منه.”
كمؤرخ ومختص بالفن الإسلامي، عمل لواري قيِّماً في المتحف الوطني للفنون الآسيوية في واشنطن (المعروف سابقاً باسم غاليري فرير وغاليري آرثر م. ساكلر) قبل انضمامه إلى موما.
بينالي الفنون الإسلامية مبادرة لمؤسسة بينالي الدرعية، التي أُنشئت عام 2020 بقرار من وزارة الثقافة السعودية في سياق مساعي ولي العهد محمد بن سلمان لتعزيز السياحة وتقليل الاعتماد على النفط. وقد امتدح العديد من النقاد المعرض لعرضه كنوزاً نادرة من تاريخ الفن المبكر ولتركيزه على الممارسات المعاصرة من عالم المسلمين الأوسع، غير أن ارتباطات الحدث بالسياسة الناعمة السعودية أثارت اتهامات بأنه يعمل كـ”غسيل فني” لصورة الدولة في ظل سجلها المتردي في حقوق الإنسان.
“أقضي وقتاً طويلاً في الخليج. ما يحدث هناك مذهل”، قال لواري في البودكاست. “نظام مختلف تماماً، يُرعى بطريقة مختلفة ويتحقق بآليات مختلفة، لكن طموحاته كبيرة على نحو مشابه للطموحات التي شهدتها الثقافة في هذا البلد قبل مئة عام.”
ورغم ذلك، قد لا يكون الأمر مختلفاً كثيراً عن نماذج الرعاية الفنية في الولايات المتحدة، على الأقل ليس بالنسبة إلى لواري الذي اعتاد على قبول أموال من جهات مثيرة للجدل. فمجلس إدارة موما نفسه له سجله المثير للريبة في هذا المجال. ليون بلاك، صديق وعميـل سابق لجيفري إبستاين والذي خضعت مدفوعاته للمُدان لتحقيقات مجلس الشيوخ، ما يزال عضواً في المجلس رغم حملات طويلة لإقالته. وعندما طُرح السؤال في المقابلة الأخيرة، تجنب لواري الخوض في تفاصيل الجدل، مؤكداً أن بلاك والمجلس عملا لصالح المتحف.
كما طالب ناشطون برحيل رئيسة مجلس إدارة موما ماري-جوزي كرافيس بسبب صلات زوجها هنري كرافيس بشركة KKR واستثماراتها في مصنّعي أسلحة ومتعهدي دفاع إسرائيليين. والقائمة تطول.
من جهة أخرى، كان لواري قد صاغ موقفه من التعقيدات الأخلاقية في عالم الفن بوضوحٍ في 2023 — ومن المفارقات أنه فعل ذلك أيضاً على بودكاست “عالم الفن: ماذا لو…؟!” عندما وصف في الحلقة الثانية الاستفسار من الأمناء عن ولاءاتهم السياسية أو علاقاتهم المالية بأنه يرقى إلى “فاشية”.
“لا يهم إن كانوا من اليسار التقدمي أو اليمين الرجعي إذا كانوا يدعمون البرامج والفنانين الذين نؤمن بهم”، قال لواري آنذاك.
“أنا أحترم الناشطين. كثيراً ما أؤمن بالقضايا التي يدافعون عنها،” قال لواري، الذي ألمح مرة إلى أن محتجي موما يسعون إلى تدمير المتحف. “لكنني في النهاية براغماتي. أحب إنجاز الأمور. وأدرك أنني لا أملك كل الإجابات، ولا الناشطون ولا الأمناء. نعيش في عالم من التنازلات.”
تلك التنازلات، بالفعل.