أعلن المسؤولون أن متحف غوغنهايم أبوظبي المرتقب سيفتتح في عام 2026 وسيعرض أعمال عمالقة التقاليد الغربية—مثل جان-ميشيل باسكيات، وجاكسون بولوك، ومارك روتكو، وآندي وارهول—إلى جانب أسماء معاصرة أقل شهرة من مناطق بعيدة مثل آسيا وإفريقيا والعالم العربي، وفق ما كشف عنه محمد خليفة المبارك في إحاطة صحفية أخيرة.
وقال المبارك: “ستتواجد هذه الأعمال ضمن المجموعة، لكن بجانبها ستجدون فنانين معاصرين مدهشين ربما لا يعرفهم عامة الجمهور للأسف.” وأضاف أن المؤسسة الجديدة ستكون “أكثر بكثير من مجرد متحف”، موضحًا أنها “مساحة مدنية تُجمع الناس حول الموسيقى والطعام والرقص، وبالطبع الفن المعاصر.”
مقالات ذات صلة
صمّم المبنى المعماري الشهير فرانك جيهري، الذي أنجز أيضًا متحف غوغنهايم في بلباو، ومن المقرر أن يفتتح الموقع في 2026 على جزيرة السعديات — «جزيرة السعادة» — على بعد خمس دقائق بالسيارة من وسط أبوظبي. هذا الفرع الجديد ينضم إلى مواقع غوغنهايم في نيويورك والبندقية وبلباو، ويلتحق كذلك بمؤسسات ثقافية محلية أُنشئت مؤخرًا، ومنها متحف اللوفر أبوظبي (افتتح 2017)، ومتحف التاريخ الطبيعي (افتتح في وقت سابق من هذا العام)، ومتحف زايد الوطني المتوقع افتتاحه الشهر القادم. وعلى الصعيد التجاري، شهد معرض أبوظبي آرت توسعًا ملحوظًا وسيندرج العام المقبل تحت مظلة فرنشايز فريز.
كانت رحلة إنشاء المتحف طويلة؛ فقد أعلن عن الخطة قبل نحو عقدين، وكان من المتوقع افتتاحه في 2012 قبل أن يُؤجّل إلى 2017 ثم إلى 2022–23 بفعل تأخيرات متعددة، بعضُها نتيجة جائحة كوفيد-19. كما وقع عدد من الفنانين رسالة عامة في 2011 أعربوا فيها عن مخاوف تتعلق بانتهاكات مُزَعَمَة لحقوق الإنسان.
المجموعة المقرر عرضها، الممتدة من ستينيات القرن العشرين حتى اليوم، وصفها المبارك بأنها “عالمية حقًا” وستمكّن من إبراز فنانين لم ينلوا الاعتراف الكافي. قال: “كان من الضروري أثناء تجميعنا أن نركّز على فنانين معاصرين لم يُمنحوا الضوء الذي يستحقونه، سواء لأسباب تتعلق بموقعهم الجغرافي أو جنseهم.” وأضاف أنه لا يريد تحيّزًا في الاختيارات وأن للفن الأصلي (Indigenous) أولوية تركيز عالية جدًا.
وأضاف أن التخطيط للمتحف ينطوي على نظرة استشرافية: “حاولنا قدر الإمكان أن نتصور شكل المتحف في القرن الثاني والعشرين.” وستشمل هذه الرؤية توظيف تقنيات الواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي.
“نستخدم الواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي في بعض الحالات، إلى جانب السرد الإنساني بالطبع،” قال المبارك. “لا أريد لزائر غوغنهايم أن يمرّ على لوحة وارهول ويقرأ لوحة صغيرة تقول فقط: ‘هذا وارهول جميل؛ رُسم في هذا الزمن’ وينتهي الأمر—هذا سهل وممل. ما أريده هو أن يعرف الزائر ماذا كان يفكر وارهول في تلك اللحظة بالذات؟ أين كان يعيش؟ وما الذي كان يحدث في البيئة المحيطة به؟”