قد يغفر لك اعتقادك أن الصورة أعلاه مأخوذة من ركن ناءٍ في صحراء أتاكاما في تشيلي، أو ربما من هضبة رملية واسعة مثل تلك الموجودة في أجزاء من يوتا. لكن الواقع أبعد بكثير — أكثر من ٢٠٠ مليون ميل، وهي مسافة تتطلب، في أحسن الأحوال، نحو سبعة أشهر من السفر المستمر.
المسبار بيرسيفيرانس التابع لوكالة ناسا، الذي أُطلق في يوليو ٢٠٢٠ وهبط على المريخ في فبراير ٢٠٢١، يقود مهمّة تهدف إلى البحث عن دلائل حياة ميكروبية على الكوكب الأحمر وتقييم إمكانية استيطانه البشري مستقبلاً. في ٢٦ مايو التقط المسبار بواسطة كاميرا ماستكام-زد بانوراما بزاوية ٣٦٠ درجة لمنطقة تسميها ناسا «فالبرين».
هذه الرؤية البانورامية بزاوية ٣٦٠ هي نتاج تركيب لوني مُعزَّز رقميًا.
التقط المسبار هذه الصورة في اليوم المريخي رقم ١٥١٦. في واحدة من أوضح الصور البانورامية خلال المهمة، يكشف بيرسيفيرانس عن يوم شبه صافي في منظر غالبًا ما يغطيه غبار بلون الصدأ.
بفضل معالجة رقمية تُحاكي إدراكنا للألوان، تُظهر الصورة المركبة المدهشة تضاريس المريخ تحت سماء زرقاء زاهية. يقول جيم بيل، الباحث الرئيسي لكاميرا ماستكام-زد في جامعة ولاية أريزونا في تمبي، في بيان: «السماء الخالية نسبيًا من الغبار توفر رؤية واضحة للتضاريس المحيطة. وفي هذه الفسيفساء قمنا بتعزيز تباين الألوان، مما يبرز الفروق بين التضاريس والسماء».
من السهل أن تتخيل أنك تتأمل هذا المشهد على ممر للتنزّه خارج إطار الصورة؛ تأتي التذكيرات على شكل أجزاء من تجهيزات المركبة وبقعة بيضاء على الأرض تُسمى بقعة تآكل، حيث تركت أداة التآكل التابعة لِـبيرسيفيرانس «آثار أدوات» بعد تفاعلها مع سطح الصخر.
في صورة أخرى عولجت لعرض الألوان الحقيقية يظهر المشهد أحاديًا إلى حد كبير، عاكسًا ما كنا سنراه بأعيننا لو كنا هناك. ومع ذلك، تقترح الصورة المعززة أن المريخ قد يكون — ولو قليلًا — قابلا للفهم. (المصدر: PetaPixel)
نفس المشهد التقطته كاميرا ماستكام-زد ومعُجن ليُظهر الألوان الحقيقية، كما يبدو للمشهد بعين الإنسان.
هل تهمّك هذه القصص والفنانون؟ اصبح عضواً في كولوسال الآن وادعم النشر الفني المستقل.
مزايا الأعضاء:
– اخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضّلة
– الحصول على خصم ١٥٪ في متجر كولوسال
– تلقي نشرة إخبارية حصرية للأعضاء
– تخصيص ١٪ لشراء لوازم فنية للفصول الدراسية من K–12