فرنسا تُعيد رفات بشرية من الحقبة الاستعمارية إلى مدغشقر

اعادت فرنسا ثلاثة جماجم بشرية تعود لفترة الاستعمار إلى مدغشقر، من بينها ما يُعتقد أنه جمجمة الملك تويرا الذي أعدِم على أيدي قوات فرنسية في مذبحة وقعت عام 1897.

سُلِّمت جمجمة تويرا المفترضة وجمجمتان أخريان من جماعة الساكالافا إلى ممثلين مدغشقرية في وزارة الثقافة الفرنسية يوم الإثنين. قتلت القوات الاستعمارية تويرا عام 1897 ونُقلت جمجمته إلى فرنسا، حيث عُرضت لاحقًا في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس إلى جانب رفات بشرية أخرى انتُزعت من الجزيرة الواقعة على الساحل الشرقي لأفريقيا في المحيط الهندي.

«دخلت هذه الجماجم مجموعاتنا الوطنية في ظروف انتهكت بوضوح كرامة الإنسان وفي سياق عنف استعماري»، قالت وزيرة الثقافة الفرنسية راشيدا داتي، ووصفت هذه الخطوة بأنها «تاريخية». من جهتها رحّبت نظيرتها المدغشقريّة فولاميرانتي دونّا مارا بعودة الجماجم واعتبرتها «بادرة ذات دلالة عميقة»، مضيفة أن غيابها، الذي استمر لأكثر من قرن—128 سنة—كان جرحًا غائرًا في قلب جزيرتنا.

في السنوات الأخيرة سرّعت فرنسا وتائر إعادة الأعمال الفنية والقطع النهبية من الحقبة الاستعمارية إلى بلدانها الأصلية. لكن طموحات الرئيس ايمانويل ماكرون الأوسع بشأن استعادة الممتلكات أحبطها قانون التراث الذي يصنّف مقتنيات المتاحف كـ«غير قابلة للتصرف». ركزت جهود حكومته التشريعية على تبسيط عملية إخراج القطع من مجموعات المتاحف الوطنية، وفي وقت سابق من هذا العام قدَّمت الحكومة مشروع قانون يسهّل إعادة الأشياء التي نُهِبت أو سُلبت أو نُقِلَت قسرًا أو تبرعات رُفِعت تحت الإكراه، أو نُهبت من أفراد لم يكونوا مخولين قانونيًا بالتصرّف فيها، للفترات الممتدة بين 1815 و1972.

وبحسب وزارة الثقافة، ينطبق القانون المقترح على القطع التي اكتُسبت عبر «السرقة أو النهب أو النقل القسري أو التبرعات تحت الإكراه أو العنف»، أو التي أُخذت من أشخاص بلا سلطة قانونية للتصرف بها. من المقرّر أن يُعرض مشروع القانون للنقاش في مجلس الشيوخ في سبتمبر.

يقرأ  إطفائيون ألمان ينضمون إلى جهود إخماد حرائق الغابات في إسبانيا

منذ انتخابه عام 2017، بذل ماكرون جهودًا ملموسة للتصدي للآثار النفسية والتاريخية لحقبة الاستعمار الفرنسية في أفريقيا. ففي 2023 تغلّب مجلس النواب على معارضة مجلس الشيوخ لنقل ملكية 26 قطعة ملكية نُهِبت من متحف كاي برانلي–جاك شيراك إلى بنين، إلى جانب قطعة واحدة من متحف الجيش إلى السنغال، على أن تُعاد هذه القطع شريطة «الاستمرار في حفظها وعرضها للجمهور في أماكن مخصصة لهذه الغاية».

أثناء زيارته لأنتاناناريفو، عاصمة مدغشقر، في أبريل، تعهّد ماكرون بالسعي إلى «الاعتذار» عن سنوات الاستعمار «الدامية والمأساوية» على الجزيرة، بحسب صحيفة لو موند.

أضف تعليق