تعتزم دار المعارض البريطانية فرايز، التي تتخذ من لندن مقراً لها وتدير حالياً سبعة معارض فنية حول العالم، إضافة معرض ثامن إلى قائمتها. وأعلنت الشركة يوم الجمعة عن إطلاق نسخة من المعرض في أبو ظبى في نوفمبر 2026، عبر شراكة مع دائرة الثقافة والسياحة — أبو ظبي (DCT Abu Dhabi).
تُنظم دائرة الثقافة والسياحة حالياً معرض أبوظبي آرت المحلي البارز الذي انطلق في 2007، وسيُعقد إصدار 2025 وفق المخطط. أما نسخة 2026 فستصبح الدورة الافتتاحية لِـ فرايز أبوظبي، ويُقام المعرض في منارة السعديات ضمن منطقة السعديات الثقافية.
قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة — أبوظبي، في بيان: «على مدار ما يقرب من عقدين، مثل معرض أبوظبي آرت تجسيداً لرؤيتنا التي تُعلي الثقافة كسائق للحوار والتواصل والإبداع، مدعومة بنظام بيئي نابض بالمتحاف والإقامات الفنية والمؤسسات التي ترعى الفنانين المرموقين والناشئين على حد سواء. إطلاق فرايز أبوظبي يعد امتداداً طبيعياً لهذه الرحلة؛ فهو متأصل في إنجازات معرض أبوظبي آرت وسيأخذها إلى المسرح العالمي، معزِّزاً مكانة الإمارة كعاصمة ثقافية وممنحاً فرايز بوابة فريدة إلى المنطقة. معاً نصوغ معرضاً لا يكتفي بانتشار دولي فحسب، بل يرتبط عميقاً بقيم وقوى أبوظبي».
نما ملف معارض فرايز بوتيرة ثابتة في السنوات الأخيرة؛ ففي 2023 استحوذت على معرض آرموري شـو في نيويورك وExpo Chicago، وفي ذات العام أطلقت نسخة في سيول بعد توسعات سابقة إلى لوس أنجلوس في 2019 ونيويورك في 2012. افتُتح معرض فرايز لندن أول مرة في 2003، بينما بدأ فاعلية فرايز ماسترز المتزامنة على الجانب الآخر من ريجنتس بارك في 2012. كما تُشغّل الآن مساحات عرض دائمة في لندن وسيول على مدار السنة.
في وقت سابق هذا الأسبوع، استحوذت شركة جديدة تدعى “ماري” — أسسها آري إيمانويل — رسمياً على فرايز، بدعم تقارير تفيد بتوفير نحو ملياري دولار كتمويل حقوقي للشركة الجديدة، التي تضم فعاليات للتنس وحصة أغلبية في دار مزادات لسيارات الكلكتور. المستثمرون الرئيسيون في الشركة الجديدة هم أبولو، ريدبيرد كابيتال بارتنرز، وصندوق قطر للاستثمار. وبحسب البيان، يمثل إطلاق فرايز أبوظبي «المبادرة الكبرى الأولى تحت ملكية فرايز الجديدة ويعكس طموحاً مشتركاً يسلط الضوء على أبوظبي كمركز للثقافة والإبداع، مع منح فرايز مكانة فريدة ضمن أرسخ منظومات الفن في الخليج».
ليست فرايز أول منصة فنية دولية تدخل سوق الخليج؛ ففي مايو الماضي أعلن آرت بازل عن إطلاق معرض في الدوحة، عاصمة قطر. (وفي العام الماضي، ترددت أنباء عن احتمال استحواذ آرت بازل على معرض أبوظبي آرت وإعادة إطلاقه بعلامة آرت بازل). تَختلف نسخة آرت بازل قطر عن معارض الشركة السويسرية الأخرى بكونها أصغر حجماً—أعلنت هذا الأسبوع عن 87 عارضاً—وبامتلاكها موضوعاً استشارياً ذا طابع شامل اختاره مديرها الفني، الفنان وائل شوقي.
سينضم فرايز في أبوظبي إلى مشهد فني محلي متنامٍ يتضمن مؤسسات افتتحت أو قيد التخطيط؛ من بينها متحف اللوفر أبوظبي الذي افتتح في 2016، ومعرض فنون جامعة نيويورك — أبوظبي الذي افتتح في 2014. كما سيُفتح متحف زايد الوطني، المُكرَّس للتاريخ والثقافة الإماراتية، في ديسمبر المقبل، بينما يُتوقَّع افتتاح متحف غوغنهايم أبوظبي في العام المقبل.
على الرغم من أن أبوظبي — التي أُعلنت «أغنى مدينة في العالم» في 2024 — لا تتمتع بنفس حيوية ساحة المعارض التجارية كما في دبي، إلا أن الإمارة كانت ناشطة في سوق الفن. ففي 2024 حصلت دار سوذبيز على ضخ نقدي بقيمة مليار دولار من صندوق ADQ السيادي. وفي فبراير الماضي استضافت الدار أول مزاد لها في المملكة العربية السعودية الذي حقق 17.3 مليون دولار. وفي ديسمبر ستستضيف النسخة الأولى من «أسبوع جامعيي أبوظبي» لجمهور الجامعين، سلسلة من المبيعات الفاخرة التي ستشمل سيارات وساعات ومجوهرات على منصة المزاد.
قال سيمون فوكس، الرئيس التنفيذي لفرايز، في بيان: «يشرفنا العمل جنباً إلى جنب مع دائرة الثقافة والسياحة — أبوظبي على إطلاق فرايز أبوظبي. إن القيادة الثقافية للإمارة، المدعومة بمتحافها ومؤسساتها العالمية والالتزام بالفنون، تشكل أساس هذه الشراكة. وبالاستفادة من المنصة العالمية لفرايز، يمكننا تكثيف إنجازات الإمارة وفتح آفاق جديدة للاكتشاف، ودعم الممارسات الفنية من المنطقة، وصياغة المعرض كموقع للحوار والتبادل».