وقّع المئات من العاملين في الحقل الثقافي، بمن فيهم فنانون بصريون، على إعادة إحياء لجنة «التعديل الأول» للدفاع عن حرية التعبير، بقيادة الممثلة جين فوندا.
أعلنت فوندا في الأول من أكتوبر عن إحياء اللجنة التي تأسست أصلاً عام 1947 وكان من بين أعضائها والدها الممثل هنري فوندا. تلك الهيئة التاريخية أدانت خلال حقبة مكارثي جلسات لجنة الأنشطة غير الأمريكية في مجلس النواب، التي حقّقت وأدّت إلى قوائم سوداء طالت كثيراً من العاملين في هوليوود في خضم مخاوف من نفوذ شيوعي منتصف القرن العشرين.
اليوم، وفي مواجهة إدارة ترامب، قالت اللجنة إن هدفها هو الدفاع عن حرية التعبير ومقاومة الرقابة عبر «العصيان المدني» و«اللاعنف» بحسب بيان صدر عنها.
إعادة التجمع جاءت بعد الإعلان المؤقت عن إيقاف عرض السهرة الكوميدية الذي يقدمه جيمي كيميل بسبب تصريحاته حول تشارلي كيرك، حادث أثار غضباً واسعاً ومخاوف من موجة رقابية. واصطفت اللجنة بأن الحكومة الحالية «منخرطة في حملة منسقة لإسكات المنتقدين في أروقة السلطة، ووسائل الإعلام، والقضاء، والأوساط الأكاديمية، وصناعة الترفيه».
قائمة الموقعين على نسخة 2025 تضم أسماء بارزة مثل بيلي إيليش، سينثيا نيكسون، وباربرا سترايساند، وما تزال تضم فنانين بصريين مثل فنانة النسيج جودي أوتال، المخرجة كاثي برو، والرسّام الكاريكاتيري الحائز على إيمي جو ووز.
عبرت أوتال عن استيائها من ما وصفته بمناخ «قمع الأفكار والمبادرات الإبداعية»، وقالت لهيئة هبراليرك عبر الهاتف إنها انضمت إلى اللجنة بعد أن تواصل معها منظّم يعمل مع فوندا. وأضافت: «أنا لا أستخدم التصوير المجازي ولا الكلمات في عملي، لكن أن أستمر في خلق أعمالي وإيصالها إلى الناس… أتمنى أن أظل قادرة على ذلك».
جو ووز، الحاصل على جائزة روبن والإيمي لبرنامجه التعليمي، صرّح بأنه انضم لأنّه يخشى أن تكون الولايات المتحدة بصدد دخول حقبة مكارثية ثانية، وأن عليه واجب حماية حرية الفنانين القادمين. «الفن يقول الحقيقة، والترفيه قادر أن ينقل تلك الحقيقة إلى الجماهير»، قال ووز. «نحن نقاتل من أجل حياتنا وسبل عيشنا، ومن أجل الحفاظ على هذه الحريات التي ناضل من أجلها سلفنا لصالح أجيال الفنانين المقبلة».
لدى ووز تجربة طويلة مع محاولات تضييق التعبير عن عمله؛ فقد نُفى من صحيفة مدرسته الثانوية بعد انتقاده للإدارة، وتلقّى أمراً بوقف ونزع عمل كاريكاتيري من شركة حلويات شهيرة. ورغم أن الرقابة المؤسسية كانت ولا تزال مشكلة، يرى أن محاولات الحكومة الحالية للسيطرة على التعبير أكثر رهبة وإزعاجاً.
كاثي برو أيضاً أعربت عن خشيتها من بداية حقبة مكارثية جديدة، وحذّرت من أن الفنانين قد يلجأون للرقابة الذاتية. وأضافت أن دور الفنانين في هذه اللحظة السياسية هو أن يظلوا معلقين وناشطين وموثّقين، وأن يقاوموا السلطوية ويستجيبوا للأحداث العالمية المحددة — «يُطلب من الفنانين أن يبدعوا على الرغم من هذه التحديات».
خلال أسابيع قليلة من نشاطها، استخدمت اللجنة حسابها على إنستغرام لتسليط الضوء على وظائف التعديل الأول، وأطلقت إنذارات حول انتقادات من مسؤولين للحكومة تجاه أغنية المغني الريفي لوك برايان التي تنتقد عمل وكلاء الهجرة الأمريكيين.
تذكّرت أوتال، عند دعوتها للانضمام، مبادرة «روك ذا فوت» التي نشأت من مخاوف مماثلة في تسعينيات القرن الماضي إزاء رقابة تعرض لها فنانو الراب والهيب هوب. وطرأت في ذهنها صورة لعمل فني من 1996 لجوش جوسفيلد يصور رجلاً بنياً تُغطّي يد ممهورة بعلم أمريكا فمه، ويحمل العمل عبارة «الرقابة غير أمريكية». وقالت أوتال إننا الآن بحاجة إلى نشر صور ومضامين تُواجه الوضع مباشرة: «الناس ببساطة بحاجة لرؤيتها».