أعيد فتح فندق بانكسي “الوالد أوف هوتيل” في بيت لحم، الذي أغلق عقب هجمات السابع من أكتوبر والحرب اللاحقة على غزة، ليعاود العمل هذه المرَّة كمنصة ثقافية تحمل رواية فلسطين وتروّج لها.
افتتح الفنان الشارع البريطاني بيت الضيافة المقابل لجدار الضفة الغربية عام 2017؛ تكاد كل نوافذه تطل على الحاجز الخرساني الذي يبلغ ارتفاعه نحو ثلاثين قدمًا ويُكسَى بأسلاك شائكة، والذي وصَف الموقع الإلكتروني للفندق منظره بأنه «أسوأ منظر في العالم». يعمل الفندق الذي يضم تسع غرف كمتحف وصالة عرض فنية ومكتبة ومتجر لدهانات الرش، وقد صُمِّم ليكون جذبة سياحية لسكان المنطقة وفي الوقت نفسه درسًا واضحًا للجمهور الدولي عن واقع الحياة داخل الحيّ المُحاصر.
قال وسام سلّساء، مدير الفندق، لصحيفة The Art Newspaper: «كان قرار اغلاق أبوابنا أثناء الهجوم المدمر على غزة قرارًا شاقًا—واليوم نعاود الفتح ونحن نحمل الأمل.» وأضاف أن الفندق يمثل لأهل فلسطين، وخصوصًا لبيت لحم، أكثر من مجرد مكان للإقامة؛ إنه جسر ضروري يربطهم بالعالم الخارجي. «لقد صار وسيلة لتضخيم أصوات السلام،» يقول سلّساء، «ومن خلال صالة العرض وأعمال الفنانين الفلسطينيين المتميزة، يقف الفندق شاهدًا حيًا على الصمود والهوية والروح التي لا تنكسر لشعب يرفض أن يختفي.»
تتراوح أسعار الإقامة ما بين حوالي 70 دولارًا لليلة في سرير بطابقين إلى 495 دولارًا للأجنحة الرئاسية الفاخرة. لا تزال أكثر من عشرين لوحة أصلية لبانكسي معروضة في أرجاء المبنى، وهو المشروع الذي مولّه الفنان البريطاني وأقامه «لإزعاج المطمئنين»، بحسب سلّساء.
وأضاف سلّساء: «حين نعود لنستقبل العالم، لا نفعل ذلك كفندق فقط، بل كمنصة ثقافية قوية تنقل رواية فلسطين لكل من يعبر أبوابنا. أبوابنا المفتوحة رمزٌ لالتزامنا بمشاركة القصص التي يجب أن تُسمع، وتقديم مساحة يستمر فيها الفن بالحديث عندما تعجز الكلمات.»
وترجّح وزارة الخارجية الأمريكية، حتى ديسمبر، أن الأمريكيين لا يسافروا إلى قطاع غزة، وأن يعيدوا النظر في السفر إلى الضفة الغربية والقدس بسبب ظروف أمنية «متغيرة بسرعة». وقد نصح بيان نُشر على موقع الفندق عام 2017 الضيوف المرتقبين بأن يتوقعوا أن تُسأل أمنيات مطار تل أبيب عن سبب إقامتهم وما إذا كانوا ينوون السفر إلى الضفة الغربية؛ «إذا أجبت بـنعم، فقد يتم احتجازك لبعض الوقت،» بحسب البيان. وبسبب قرب الفندق من الجدار، لا يُسمح لأي شخص بالذهاب إلى المسبح دون إذن من الجيش الإسرائيلي.
سجل البيان أيضًا أن «قانونًا إسرائيليًا جديدًا يمنع مؤيدي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) من دخول البلاد. وبناءً عليه، يختار العديد من الزوّار عدم إبراز أجزاء محددة من عطلتهم والاكتفاء بحديث مهذّب عن الطقس.»
بدأ نشاط بانكسي في قطاع غزة والضفة المحتلة قبل أكثر من عقدين، حين شرع برسم سلسلة من الجداريات على الجانب الفلسطيني من جدار الضفة عام 2005، شملت الصورة الظلية الأيقونية لطفلة ترفعها باقات من البالونات نحو السماء وفأرًا مسلّحًا بالمقلاع—على الرغم من أن كثيرًا من تلك الأعمال أزيلت لاحقًا بقرار من السلطات الإسرائيلية.
ووصف بانكسي الجدار الذي يبلغ طوله نحو 425 ميلًا، والذي اعتبرت الأمم المتحدة بناؤه غير قانوني في 2004، بأنه «يحوّل فلسطين في جوهرها إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.» ويذكر موقع الفندق أن الجدار، بحسب من تسأل، إمّا إجراء أمني حيوي أو أداة للتمييز العنصري (الأبارتايد).