فندق متحف 21c: تجربة غامرة في الفن

سينسناتي، أوهايو — عندما قرّر جامعَا الفن وحافظَا التراث، لورا لي براون وستيف ويلسون، افتتاح فندق في لويزفيل بولاية كنتاكي عام 2006، كان القصد إحياء المدينة عبر جلب الفن المعاصر إلى سياق وجمهور غير تقليديين. منذ ذلك الحين، توسّعت سلسلة فنادق متحف 21c لتضم سبعة مواقع في المنطقة الوسطى الغربية، لكل منها معرض ومجموعة فنية معاصرة متنوعة. الفن متغلغل في كل زاوية — من الممرات والمصاعد إلى الغرف المصمّمة من قبل الفنّانين — ومتاح للزوار على مدار الساعة.

زيارتي الأخيرة لموقع سينسيناتي كانت أقرب إلى تجربة في معرض أو متحف؛ فعدّة غرف داخل الفندق مصمّمة من قِبل فنّانين، بحيث تشعر وكأنك تقيم داخل عمل تركيبي غامر. أحدث الإضافات هو جناح الفنان “الحراسة الليلية” الذي أنشأه كريس دويل، حيث تُطبع على الجدران والأرضيات والستائر صور ذات أشكال حيوية مستوحاة من الأشجار والنباتات والزهور، بينما تتحرّك إسقاطات ضوئية شبيهة بكشاف عبر المساحات لتخلق بيئة شاملة تتمحور حول العالم الطبيعي. يصف الفندق العمل بأنه “مزيج متكافئ بين لوحات الطبيعة الثابتة في عصر النهضة ونسخة ديزني من فانتازيا”، أما بالنسبة إليّ فتصميم دويل يستحضر غابة ليلية مرشّحة بعدسة السريالية، مع لمسة بصرية من تمثال بطريق كبير صمّمته المجموعة الفنية كراكينغ آرت. فيديو “الحراسة الليلية” جزء من مجموعة أعمال للفنان المتخصّص في التحريك، وكل إقامة في الجناح تساهم عملياً في دعم المشهد الفني المحلي عبر تبرع من 21c لمنظمة أرتس ويف المحلية.

منظر لجناح «الحراسة الليلية» في فندق متحف 21c سينسيناتي

على صعيد المعارض المؤقتة، يقدم الموقع معرض “إحياء: حفر في الأمس، زرع الغد” (معروض حتى سبتمبر) تأمّلاً مدروساً في علاقة الماضي بالحاضر، ويضم أعمالاً لإيزاك جوليان، وإيبوني جي. باترسون، وميرلاند كونستانت من بين آخرين. تُعدّ قطعة باترسون “عندما تكون الأرض في ريش…” (2020) من الأعمال اللافتة: تمثال طاووس مغطى بزهور بيضاء يقف فوق محارات ذهبية؛ تتدلّى خيوط من اللآلئ وراءه مثل ذيل فستان زفاف، موصولة بقطعة نسيج جدارية متعددة الألوان والمرصّعة بالجواهر. العمل الساحر يستحضر حديقة خيالية ويعلّق على دور اليد البشرية في تشكيل الطبيعة ثم في اجتياحها.

يقرأ  تحوّل سياسي مرتقب: ما الذي يجب معرفته عن الانتخابات الرئاسية في بوليفيا

عمل آخر يميل إلى الإفراط الزخرفي هو نسيج كونستانت “GUEDE (Baron)” (2020)، الذي يعيد تناول ثيمات متكررة في إنتاج الفنانة. العنوان يشير إلى عائلة الأرواح المعروفة باسم «غيد» في ممارسات الفودو الهايتي المرتبطة بعبادة الأجداد. من خلال مزج الأيقونات الروحية واليومية، يطوي الدِرابو (الراية الطقسية) الموت والآخرة والمستقبل في صور مركّبة ومعقّدة.

كل الأعمال تتطلّب الوقوف أمامها خارج إطار المتاحف أو الصالات التقليدية؛ إذ إن أليس غراي ستايتس، المشرفة على التنسيق لمواقع السلسلة، عملت سابقاً مع جامعي أعمال وبيئات غير تقليدية وتعرف كيف توازن بين الديناميكية العامة والخاصة. قد يثير مفهوم «فندق متحف» قلقاً من تحويل الفن إلى مجرد زينة، لكن الغرف والمعارض هنا صارخة في حضورها بحيث لا تتحوّل إلى خلفية.

منظر لجناح «الحراسة الليلية» في فندق متحف 21c سينسيناتي

سوشيترا ماتاي، «كسوف» (2023)

إيبوني جي. باترسون، «عندما تكون الأرض في ريش…» (2020)

ميرلاند كونستانت، «GUEDE (Baron)» (2020)

ملاحظة تحريرية: أُعفيت إقامة الكاتبة ليلةً في فندق 21c جزئياً بدعم من الفندق.

أضف تعليق