في منطقة مالابار في كيرالا بالهند، يقف طقس هندوسي عتيق يُدعى “ثيام” في امتداد متصل من الطقوس الاحتفالية التي تمتد لأمد طويل، ربما لمئات أو آلاف السنين. تتجسّد هذه الممارسة اليوم من خلال أزياء وُضعت بعناية ورقصات طقسية، يرتدي خلالها المؤدّي ألبسة مُقدّسة ويدعو الإله للاحتلال الجسدي كوسيلة لطلب البركة والحضور الروحي. يمتد موسم الثيام عادةً من أكتوبر إلى مايو، مع تركيز واضح للعروض خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
“الثيام تذكير بأن الإلهي موجود داخلنا وحولنا”، يقول الفنان نافنيت جيياكومار، الذي تتركز ممارساته البصرية حول استكشاف الإثنوجرافيا والغرائبية. “في زمن الانفصال، لطالما امتلكت حكمته القدرة على تأصيلنا وشفاء عالم مُفتت.”
كطفل نشأ في مالابار، ظل الثيام جزءًا لا يُنسى من ذاكرته؛ وبعد اثني عشر عامًا عاد إلى كيرالا في موسم الطقوس، فصُدمت حواسه بشدّة هذا التقليد وارتباطه العميق بالتراث الثقافي الإقليمي. شهدت عودته اشتعال فضوله تجاه السياق الروحي والتاريخي الأوسع لثقافته، والدور الذي لعبه الثيام، والطرق التي شوهت بها السرديات الاستعمارية فهمه لتلك المسائل، كما يذكر في بيان له.
سلسلة أعماله “ما وراء النظرة الاستعمارية” تُوثّق هذا التقليد العتيق بعدسة إثنوجرافية، بهدف تسليط الضوءَ على حدث يُستوعَب قليلاً خارج نطاق منطقته، لا سيما لكونه ظلّ أساسًا شفوياً يصعّب مهمة البحث والتوثيق. مع ندرة السجلات المكتوبة وتداخل قرون من التدخّل الاستعماري، وجد أن المعلومات المتاحة عن السياق الروحي الأوسع كانت ضئيلة للغاية.
من خلال وسيط التصوير الفوتوغرافي البصري بطبيعته، انطلق في تسجيل مشاهد الثيام لمواجهة غياب الاعتراف—خصوصًا بصفتها تقليدًا أصليًا رآه المستعمرون الأوروبيون “غير متحضر” أو “بدائي”. تُقدّم صوره النابضة بالطاقة والضوء أزياء مصمَّمة بعناية وأداءات مرسومة الوجوه بمهارة فائقة.
عُرضت هذه الصورة في أجزاء من أوروبا، وتمثل ما يصفه بأنه “انتصار رمزي لثقافة دُمّرت واحتُقرت كهمجية لكنها ما تزال حية فيّ وبين كثيرين في موطني.” للاطلاع على مزيد من أعماله، يمكن متابعة موقعه وصفحته على إنستغرام.
هل تهمك قصص وفنانون من هذا النوع؟ فكّر في دعم النشر الفني المستقل من خلال الانضمام كعضو داعم، لتساهم في إتاحة المزيد من المساحات للذكريات والممارسات الثقافية التي تستحق أن تُروى وتُحفظ.