في غرينينغ تضفي سحرها على «قاموس بريغز للجنيات»

الرسّامة المقيمة في دورست، فيي غرينينغ، كرّست طوال حياتها شغفها للجنيات والغيلان والساحرات وكل ما هو خارق للطبيعة. تحقق حلمها أخيراً في مشروع ضخم: «قاموس بريغز للجنيات» الذي صدر هذا الأسبوع عن دار مونوراي، وحواه ثريّ برسومات فيي المميزة.

مثلما تبدو رؤية جنّة في عمق حديقة مقفرة كحظة حظّ بحت، فإن وصول هذا المشروع إلى رسّامة كان يتطلّب نصيباً من الصدفة السعيدة. حدث ذلك أثناء جلسة عصف ذهني مع وكيلها، الذي صادف أنه يمثّل تركة الكاتبة كاثرين بريغز، الباحثة المشهورة في الفلكلور الإنجليزي والتي لاقت أعمالها رواجاً طوال القرن العشرين. بعد بعض النقاشات، اتُّفق على أن تضفي رسومات فيي بالمداد والريشة حياة جديدة على «قاموس بريغز للجنيات: البانشيز، البوغارتس وغيرها من المخلوقات الشعبية».

«أعمالي وهويتي الفنية بأسرِها متأصّلة في حكايات بريغز عن السحر والطبيعة»، تقول فيي. «لم أصدّق عند موافقة التركة على فكرتي؛ إنه لشرف عظيم. أشعر بفخر كبير لأن أكون جزءاً من مشروع يسلّط الضوء على شخصية نسائية مهمة».

من العناوين والملصقات المصغّرة في الكتاب:
بيج باولر — احذر التيار.
ملكة الجنيات.
حورية عند الشجرة.
الجنّ.
عملاق.
(وأيضاً أسماء من التراث الأيرلندي مثل Cailleach Bheur — مترجمة بتقريبات صوتية خاصة بالرسم.)

احصل على نسخة، وستجد داخلها نصوصاً تفصّل تقريباً كل مخلوق شعبي يمكن تصوّره — وبعض ما لا يمكن تصوّره أيضاً، لكن عن ذلك تتكفّل رسومات فيي. يضم الكتاب 90 لوحة توضيحية، منها 13 لوحة ملونة والباقي بالأبيض والأسود.

حين انطلق المشروع كان الجدول الزمني ضيّقاً للغاية؛ فكانت لفِي ثلاثة أسابيع فقط لابتكار الرسومات الأولية. من أصعب التحدّيات كان إيجاد النغمة الصحيحة الموحدة عبر الأعمال كلها.

«كان من المربك أن أفكّر كيف أرسم الوجوه والملابس للجنيات دون الوقوع في تقليد تفسير رسّام آخر. آرثر راكهام واحد من أكبر مصادر إلهامي، وكان من الصعب في البداية ألاّ أقلّده»، تروي فيي.

يقرأ  دوكومنتا المثيرة للجدل تُشكّل أول فريق فني مكوَّن بالكامل من النساء

في اليوم الأوّل عانت من عقدة رسم؛ تمزّقت أوراق كثيرة وألقتها خارج كوخ الراعي حيث تعمل. لكن سرعان ما جاءت لحظة وحي — لوحتها الشقية لشيطان من العصور الوسطى ألهمتها مساراً جديداً ومختلفاً عن الصورة النمطية للجنية، ومن تلك النقطة انطلقت سيل الأفكار.

كلّ الرسوم في الكتاب أنجزت يدوياً، باستخدام طريقة الغمس بالريشة بدقّة متناهية. مع كل غمسة من الريشة لا يمكن أن تُرسَم إلا بضعة سنتمترات؛ وإن ملأت السنّ بكثرة بالحبر فقد يقطر وينقّط ويتلطّخ، فيُعيدك ذلك إلى لوحة البدء. هذا الانضباط الحرفي هو الذي يمنح الرسوم حضورها الحيّ والمعبّر.

أضف تعليق