قاضٍ يرفض مطالبة رونالد بيرلمان التأمينية بقيمة ٤٠٠ مليون دولار بشأن أعمال فنية

قاضٍ في نيويورك يصدر حكماً ضد رونالد أو. بيرلمان في نزاع التأمين على أعمال فنية

أصدر قاضي محكمة الولاية العليا في منهاتن، جويل م. كوهين، حكماً ضد الملياردير وهواة جمع الأعمال الفنية رونالد أو. بيرلمان في مطالبته لشركات التأمين بمبلغ ٤٠٠ مليون دولار عن خمس لوحات قال إنها تضررت في حريق عام 2018 في عقاره بشرق هامبتون. ورصدت التفاصيل صحيفة نيويورك تايمز.

وذكر القاضي كوهين يوم الجمعة أنه لم يُرَ «أي ضرر مرئي» في الأعمال—قطعان لآندي وارهول وإد روشا وسي توومبلي—وأن لا شيء «يمكن تتبعه إلى الحريق» من شأنه أن يهبط من قيمتها. وأضاف: «يمكن التمتع بالأعمال كما كانت قبل الحريق».

مثل بيرلمان حججه بأن الحريق سرق من الأعمال «بريقها» و«حيويتها». وجادل محاموه بأن الرطوبة العالية والدخان والسخام اخترقت الإطارات الواقية، مما خفف الألوان والتباين حتى لو لم يكن الضرر ظاهراً بشكل واضح. وفي شكواه قال بيرلمان إن «جميع اللوحات فقدت لمعانها وعمقها بعض التعريف والكثير من شخصيتها».

وردت شركات التأمين—بما في ذلك لويدز لندن وشبكات شاب وAIG—بأن الأعمال لم تتضرر، متهمة بيرلمان بتقديم مطالبات بينما كان تحت ضغط مالي شديد بعد انهيار سعر سهم ريفلون، الذي ظل يستخدمه رهنًا للقروض. وذكرت أوراق المحكمة أن بيرلمان باع ٧١ عملاً بنحو مليار دولار بين 2020 و2022 لتلبية مطالب المقرضين بعد أن أصدرت دويتشه بنك نداء هامش، وتقدمت ريفلون بإعلان إفلاس عام 2022.

استندت المحاكمة، التي بدأت هذا الأسبوع، إلى سنوات من الخلاف حول تعريف «ضرر الفن» والفروق بين التلف المرئي والتغير المجهرِي أو الكيميائي. شهد في القضية خبراء من المحافظين الكيميائيين والمتخصصين في حفظ الأعمال، الذين ناقشوا ما إذا كانت الرطوبة قد تتسبب في تدهور هيكلي طويل الأمد. وردت شركات التأمين على الشهادات بأنها «غير علمية وغير موثوق بها».

يقرأ  أُمرت أمازون بدفع ٢٫٥ مليار دولار بعد اتهامات بخداع ملايين الأشخاص للاشتراك في خدمة «برايم»أخبار الأعمال والاقتصاد

أبرزت القضية أيضاً علاقات بيرلمان بمقتنين وتُجّار كبار. في 2020 زار مؤسس سيتادل كين غريفين وتاجر المعارض لاري جاجوسيان «ذا كريكس» لمعاينة الأعمال في غرفة الطعام حيث كانت تُعرض لوحات توومبلي ووارهول. واشترى غريفين لاحقاً لوحة لبرايس مارْدِن من بيرلمان مقابل ٣٠ مليون دولار، وهي العمل الذي كان في المنزل أثناء الحريق أيضاً. واستشهدت شركات التأمين بالزيارة كدليل على تناقض بيرلمان—ففي البداية اعتبر اللوحات قابلة للبيع ثم أعلن أنها متضررة حين لم تُباع.

وأشار محامو بيرلمان إلى أن شركات التأمين دفعت بالفعل مطالبات لأكثر من ٣٠ عملاً آخر من نفس الحريق، بما في ذلك قطع في نفس الطابق الذي توجد فيه اللوحات المتنازع عليها، وحاججوا بأن بنود البوليصة تمنحه استحقاق تحصيل القيمة المؤمن عليها كاملة حتى لو كان الضرر سطحياً.

وعلى الرغم من حكمه لصالح شركات التأمين، امتنع القاضي كوهين عن القول بأن بيرلمان قد خدعهم عمداً. ورفض محامو شركات حيازاته التعليق بشأن ما إذا كانوا سيستأنفون الحكم.

تعتبر هذه القضية من أكثر المعارك القانونية مراقبة في سوق الفن، واستغرقت سنوات وشملت قرابة ٢٠٠٠ وثيقة قضائية. وتُبرز صعوبة قياس الضرر في الأعمال الفنية، لا سيما عندما يدور النزاع حول جامعٍ له سمعة في العمل الخيري ومسار حافل بالدعاوى القضائية.

أضف تعليق