كريستوفر هيرويغ يجوب جنوب شرق آسيا لالتقاط أسطول زاهي الألوان من الشاحنات وعربات التوك‑توك — كولوسال

من باكستان حتى سريلانكا تمتد تقليد حيوي ينساب عبر الممرات الجبلية وشوارع المدن. هذا الفن الشعبي يزخر بتزيينات معقّدة ونقوش ووجوه مشاهير، بينما تمتلئ كابينات السائقين بالأزهار الصناعية، والشراريب، والمصائد الحلمية. المشاهد الملونة لهذه المركبات تشكل جزءاً مألوفاً من المشهد في جنوب وجنوب شرق آسيا، وهي محور الكتاب الجديد للمصور كريستوفر هيرويغ.

هيرويغ، المعروف بتوثيقه لمحطات الحافلات والمترو من الحقبة السوفياتية، في مشروعه الأخير Trucks and Tuks قطع مسافة تقارب عشرة آلاف كيلومتر في رحلة موثقة على مدى 208 صفحات، ليلتقط هذه العادة الغنية بالفردية والدهشة. كما تشرح ريا رااغيني في المقدمة، فإنّ “سجاافات” — أي الزخرفة والتزيين — تشكل عنصراً جوهرياً في ثقافة المنطقة، حاضرة في الشوارع والبيوت على حد سواء. حتى قبل وصول المركبات الحديثة، كان الناس يزيّنون كل وسيلة نقل ممكنة، من عربات الثيران إلى الزوارق، وعندما ظهرت الشاحنات والتوك توك والريكشات في أوائل القرن العشرين، واصلوا تقليد التزيين نفسه.

اليوم يهدد هذا التقليد عوامل متعدّدة؛ فقد فرضت بعض الدول قيوداً على تعديل المركبات بدعوى السلامة، كما أن الانتشار الواسع للملصقات والقطع المصنعة على نطاق صناعي بدأ يزيح عنه الطابع اليدوي الحرفي الذي ميزه لسنوات.

بالنسبة لهيرويغ، يقدم Trucks and Tuks لمحات من ما يسميه «شعر الطريق» — مزيج معقّد من الذكورة، والتعبير الإبداعي، والأمل. يلاحظ أن المقصورات، إلى جانب عناصرها العملية، كانت غالباً تضم ثروة من الصور البصرية التي تناقض واقع السائقين الصعب؛ زُيّنت بتفانٍ مفعم بالخيال، وتعليق تمائم الحظ، وورق جدران يصوّر مناظر حالمة تكشف عن حياة أحلام.

نُشر الكتاب عن دار FUEL، وهو متاح الآن للحجز المسبق عبر متاجر الكتب العالمية. هل تهمك مثل هذه القصص والفنون؟ يمكنك الانضمام إلى أعضاء Colossal لدعم النشر المستقل للفنون.

يقرأ  رسومات تلتقط ملامح الحب حين لا يرانا أحدتصميم تثق به — تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

أضف تعليق