كلاسيكيات الروك — الأسلوب الطريف لآدم باركر سميث الذي يستخرج السخرية من النحت الكلاسيكي

في كل حين هناك صوت مزعج في رأسي يكرر: «قد يكون هذا كارثة».

نشأ سميث بعيداً عن ضجيج المدن، في بلدة صغيرة بشمال كاليفورنيا اسمها أركاتا، يتجاوز عدد سكانها 18 ألف نسمة. كان والداه يملكان محل دراجات صغيراً وعاشا في بستان تفاح؛ حياة تبدو، بوجه عام، طفولة حالمة، عدا غياب التعليم الفني والثقافة في تلك المنطقة الشمالية، حيث كانت معظم دعامات الاقتصاد تتعلق بزراعة وبيع الماريجوانا.

«كان ذلك هو المشكلة الوحيدة حقاً»، يقول سميث. «ذهبت إلى مدرسة عامة صغيرة، ولم تكن هناك بنية تحتية كبيرة لتطوير الحس الإبداعي.»

لكن والديه كانا حكيمين؛ أدركا مبكراً أنه يستمتع بالرسم ولديه موهبة. «منذ أن استطعت الإمساك بقلم، كان هذا ما أريد أن أفعله»، يعترف سميث، مع ميل إلى المبالغة الطريفة حين يتحدث عن بداياته الفنية. لم يكن هناك لحظة فاصلة واحدة أعلن فيها: «ها أنا فنان!»، بل كانت هناك سيل من دفعات التشجيع والفرح الصغيرة.

يتذكر موقفاً لدى صديق: طلب قلم رصاص وورقاً، فامتعض الصديق من الخربشة، لكن والدته صاحت: «أعطه ورقاً وأقلاماً! سيصبح فناناً مشهوراً يوماً ما.» فتذكر سميث أنه فكّر: «يا إلهي، عليّ أن أحقق هذا الكلام.» وبعد سنوات، قبل وفاة تلك السيدة، روى لها القصة فغفلت عنها طويلاً، ثم قالت له ما معناه: «ربما أنا السبب في المسار الذي سرت عليه.»

هذه اللحظات الصغيرة تصنع الفنان في كثير من الأحيان، لكنها أيضاً قوة كيميائية يصعب حصرها في كلمات. هل صار سميث فناناً لأنه بارع في الفن؟ أم لأنه آمن بقدرته؟ عندما يكبر المرء وهو مقتنع بأنه مهيأ لمصير واحد، تتلاشى المسارات الأخرى بسرعة. ماذا لو نشأ مصدّراً للحرف أو مديراً تنفيذياً في شركة تقنية أو بائع زهور—هل كان سيختلف مساره؟ المهارات الفطرية للطفل، وهي لعنة وبركة معاً، غالباً ما تمهّد لنا طرقنا كأنها حارة مرصوفة بالطوب الأصفر.

يقرأ  أعمال فنية ومقتنيات تاريخية من مجتمع الميم— معروضة في مزاد صالات سوان

وبنزوع شبابي، فعل سميث ما اعتقد أنه واجب عليه: ذهب الى الدراسات العليا في تخصص الرسم. لكن بعد السنة الأولى وبعد «خمسين نقداً مدمراً»، تبدلت التيارات. جاء الأساتذة إلى مرسمه وقالوا له بصراحة: «لا ينبغي عليك أن تتابع في الرسم.»

لم يكن السبب افتقاراً إلى الموهبة التقنية؛ فمهارته كانت واضحة. المشكلة كانت في غياب ما يُقال—في فراغ الفكرة. «عندما يمتلك المرء إمكانات تقنية كثيرة، يميل إلى الاعتماد عليها بشكل ردة فعل آلية دون تأمل عميق في ما يفعل،» يشرح سميث. «لا صراع، لا مخاطرة.»

ما يجذبه فعلاً هو العمل الذي ينبع من مخاطرة حقيقية، ذلك الذي يحمل في طياته صراعاً حقيقياً. وفي كل لحظة يرافقه ذلك الصوت المزعج قائلاً: «قد تكون كارثة.»

قرر أن يسلك منحى آخر: بدلاً من أن يرسم لوحاته وحده، استخدم النماذج التي كان يرسمها كأساس، ودعا أصدقاءه ومتعاونيه للمساهمة في اللوحات المستلهمة من تلك النماذج. جاء عرض مشروع تخرجه ليكون اللحظة التي تلاشت فيها الحيرة.

«ذلك الشكل من العمل أثر فيما بعد على بقية ممارستي،» يقول. «الكثير من الأعمال في معارضي ليست مصنوعة بواسطتي وحدي في الواقع. أعمل إلى حد ما بتعاون مع آخرين في معظم ما أقدمه.»

نعود الآن إلى مجموعة “Crush” — تماثيله المضغوطة. استُلهمت بعد سنة قضاها في إيطاليا وبطريقة تكاد تكون بالامتصاص، حيث تبدأ القطع من رخام خام مقطوع من محاجر كارارا، المدينة الإيطالية الشهيرة برخامها الأزرق الرمادي.

«لو نظرت إليها بطريقة دورية، فإن تماثيلي تعود نوعاً ما إلى حيث أتت.»