يوم الثلاثاء، اعلنت كلية نيو في فلوريدا عن نيتها تكليف تمثال لتشارلي كيرك، الناشط والمنظم اليميني الذي قُتل برصاصة في ولاية يوتا الاسبوع الماضي.
وقالت المؤسسة في بيان لها على منصة إكس: «أعلنا أننا سنكلف صنع تمثال لتشارلي كيرك تكريماً لإرثه ولعمله الملفت، بعد اغتياله المأساوي الأسبوع الفائت». وأضاف البيان أن التمثال سَيُموَّلُ تمويلاً خاصاً من قِبل زعماء المجتمع المحلي، وسيقَام داخل الحرم الجامعي كتعهد من كلية نيو للدفاع عن حرية التعبير والحوار المدني في الحياة الأمريكية. وسيُعلن عن موقع التمثال في الأشهر المقبلة.
كلية نيو مؤسسة عامة متخصِّصة في الفنون الليبرالية تقع في ساراسوتا بفلوريدا. أسِّست عام 1964 كمؤسسة خاصة ثم تحولت إلى كلية مستقلة داخل نظام الجامعة الحكومية في فلوريدا عام 2001. في عام 2023، وهي التي اشتهرت طويلاً بسمعتها التقدمية، أصبحت هدفاً لخطة حاكم فلوريدا رون ديسانتس لتغيير مجلس الأمناء وتحويلها إلى ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأن تكون «منارة للمحافظين».
أزال ديسانتس ستة من أصل ثلاثة عشر من أمناء الكلية خلال شهر واحد، واستبدلهم بأنصار محافظين. آنذاك صرَّح رئيس ديوانه جيمس أوثماير أن الهدف هو جعل الكلية «الكلية الكلاسيكية في فلوريدا، على غرار هيلسديل في الجنوب»، في إشارة إلى المدرسة المحافظة المسيحية في ميشيغان.
كان كيرك حليفاً لترامب وروّج لمواقف يمينية متشددة: معارضة للإجهاض ومعارضة للهجرة ورافض لحقوق مجتمع الميم. كما أشار ووسّع دائرة انتشار نظرية «الاستبدال الكبير» المؤدلجة، وهي نظرية مُدحَضة تصنَّف ضمن أيديولوجيا قومية بيضاء. نال شعبية بين شريحة من الشباب الذكور في أمريكا إلى حد كبير بفضل الحركة المحافظة الجامعية التي أسَّسها عبر منظمته Turning Point USA، وكان يقوم بجولات في الجامعات ويدعو الطلاب إلى مناظرات معه، حيث تحوّل أسلوبه المواجه والآدائي في المناظرة إلى لحظات فيروسية على وسائل التواصل الاجتماعي.
التصميم المقترح للتمثال يصور كيرك جالساً على طاولة وبجانبه كرسيان فارغان، متكئاً على ميكروفون ومشيراً بيده نحو جمهور متخيّل — كأنه يدعو الطلاب إلى الجدل معه إلى الأبد.
هذا ليس التذكار العام الأول لكيرك. ففي 10 سبتمبر، يوم مقتل كيرك، أصدر الرئيس دونالد ترامب أمراً بإنزال الأعلام إلى نصف الصاري في البيت الأبيض والمباني العامة والقواعد العسكرية والسفارات والقنصليات الأمريكية في الخارج حتى 14 سبتمبر.
لم يُعلن بعد ما إذا كان كيرك سيُضمّ إلى مشروع «حديقة الأبطال الوطنية» المقترح من ترامب، وهو مشروع تماثيل عام مثير للجدل أُعلن في يوليو ويُفترض أن يضم تماثيل بالحجم الطبيعي لنحو 250 شخصية يُعتبَرون من «عظماء» التاريخ الأمريكي.